أدانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمدينة طنجة، في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء الماضي، بالإعدام في حق طارق الهواري، 26 عاما، المتهم بقتل زوجين إسبانيين بمدينة أصيلة، في 16 أبريل الماضي. المتهم طارق الهواري (خاص) وقضت الغرفة نفسها بأداء المتهم تعويضا قدره مليون درهم لفائدة عائلة الضحيتين، وإرجاع المسروقات المتحصل عليها من هذه الجريمة، التي توبع فيها المتهم بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والسرقة باستعمال العنف. واعترف المتهم أمام المحكمة بتفاصيل الجريمة المزدوجة، التي اقترفها في حق الزوجين، كما طالب ممثل الحق العام بإنزال أقصى العقوبات في حقه، نظرا لخطورة الفعل المرتكب من طرف المتهم، ونظرا لسوابقه، التي سبق أن قضى بموجبها مددا حبسية مختلفة. وكان المتهم، يتحدر من طنجة، وله سوابق عدلية في مجال السرقة والضرب والجرح، تسلل، في 16 أبريل الماضي، إلى منزل الضحيتين الإسبانيين، المقيمين منذ ثلاث سنوات بالحي العتيق لمدينة أصيلة من أجل السرقة، غير أنه دخل في شجار مع الزوج، إيميليو مولينا (50 سنة)، الذي يعمل صحافيا بقناة مدريد، حين فاجأه أثناء نومه وذبحه، وعندما قاومته الزوجة، ماريا بيلار، 49 سنة، راقصة فلامينكو، طعنها في العنق والبطن بواسطة أداة حادة، بعدها، حاول إخفاء معالم الجريمة، والجثتين، ولاذ بالفرار على متن سيارتهما المرقمة بإسبانيا، كانت مركونة بمستودع الزلاقة، قبل أن تتمكن عناصر الشرطة القضائية بأمن طنجة، التي انتقلت على الفور إلى مسرح الجريمة، من إلقاء القبض عليه، دقائق بعد ارتكابه الجريمة البشعة. وضبط المتهم، الذي كان في حالة هستيرية، حين كان يحاول الفرار بسيارة الضحيتين، ومجموعة من وثائقهما الشخصية، إذ أثار شكوك شرطة المرور بسبب عدم معرفته الجيدة، فأمره أحد عناصرها بالتوقف، لكنه حاول الفرار وتوقف بعد تعرضه لحادث اصطدام بشاحنة، وحين أمره الشرطي بالنزول دخل معه في تشابك بالأيدي، فألقى القبض عليه، وقدمه لمفوضية الشرطة، ولم يكن في علم رجال الأمن أن الأمر يتعلق بمرتكب جريمة قتل. وبعد التحقيق معه، اعترف المتهم أنه مرتكب الجريمة في حق الزوجين الاسبانيين، حين تسلق، ليلة الحادث (الخميس)، أحد جدران برج القريقية بأصيلة، من أجل الدخول إلى المنزل، فتمكن من سرقة بعض أغراضهما، لكن اكتشاف أمره من طرف أصحاب البيت، أدى به إلى توجيه طعنات قاتلة لهما. وبلغ عن جريمة القتل حارس السيارات بالمنطقة، الذي توجه نحو منزل الضحيتين لإخبارهما بسرقة سيارتهما، لكنه فوجئ بوجود بقع دم على باب منزلهما، وعدم استجابتهما لطرق الباب، فاتصل بمصلحة الشرطة بأصيلة، فانتقلت عناصرها إلى منزل الضحيتين، فاتضح أنهما راحا ضحية جريمة قتل، قبل أن تتمكن الشرطة العلمية والتقنية بولاية أمن طنجة، من فك خيوط هذه الجريمة.