كان اليوم يوم جمعة، والساعة تشير إلى الواحدة إلا الربع. عاد الطفل خالد المحمدي العلوي، البالغ من العمر ثمان سنوات من المدرسة، ودخل منزله، الموجود بأحد الأحياء الشعبية في حي "بير الشيفا" بمنطقة بني مكادة بطنجة. عندما دخل خالد إلى المنزل، المكون من أربعة طوابق، وجد أباه الرسام التشكيلي منهمكا في رسم إحدى اللوحات، فوضع محفظته جانبا وخرج. ناداه الأب فرد عليه بأنه سيأتي حالا ثم خرج، فظن أن ابنه ذهب إلى المرحاض، لأنه اعتاد الذهاب إليه كلما عاد من المدرسة. في الممر المؤدي إلى الدرج كان ينتظره طفل صغير في مثل سنه، يقطن في المنزل نفسه بالطابق الثاني، إذ اعتادا أن يلعبا معا في سطح المنزل. مرت خمسة عشر دقيقة، فسمع الأب صراخ امرأة أمام باب الشقة، وعندما خرج مهرولا وجد أم الطفل الذي كان يلعب مع ابنه، وهي تردد عدة مرات كلمات "خالد.. السطح". صعد الأب بسرعة إلى السطح، فوجد خالد في وضعية جلوس على الأرض ومتكئا على جدار حائط. اقترب منه فوجد عنقه ملفوفا بطريقة محكمة، بحبل بلاستيكي يستعمل في هوائيات التلفزة. يقول الأب "كان الحبل ملتفا حول عنقه بطريقة لا يمكن أن يستعملها إلا مجرم محترف له يد قوية، بمعنى أنه جرى شنقه بسرعة، قبل أن يهرب المتهم أو المتهمون المحتملون". هرول الأب مسرعا لينقذ ولده، إلا أنه فوجئ بأن يديه مكبلتين، وعنقه ملفوف بحبل بلاستيكي، يصل طوله إلى مترين ونصف المتر، وهو نازل من أعلى ولا يوجد في وجهه أو عنقه أي أثر ضرب أو أصابع أو جرح، وهذا ما أكدته شهادة الطبيب الشرعي. قصد الوالد قسم الشرطة بالدائرة السابعة، وهو مذهول من هول الصدمة، فحضر معه بعض أفراد الشرطة القضائية ونائب وكيل الملك والطبيب الشرعي، الذي أكد، حسب رواية الأب، أن الطفل خنق وهو جالس على الأرض، ويداه مكبلتان. لم تصدق عائلة الضحية ما حدث، كانت صدمة تشبه الكابوس، لأن لا أحد من الأسرة كان يعتقد أن هذا يمكن أن يحدث بالفعل. وأكد الأب "قصدت الدائرة السابعة للشرطة وأنا لا أقوى على تحمل الصدمة، وجاء معي بعض أفراد الشرطة من الدائرة نفسها، وأفراد من الشرطة القضائية، ونائب وكيل الملك، والطبيب الشرعي"، مضيفا "الغريب أن بعض الأفراد المكلفين بالتحقيق في المصلحة المركزية للشرطة، أبدوا من خلال تصرفاتهم، أنهم يريدون أن يغضوا الطرف عن الجريمة، إذ توقعت أن يحققوا أولا مع سكان المنزل الذي وقعت فيه الجريمة لكنهم لم يفعلوا، وعندما سألت أفراد الشرطة عن البصمات هل سيرفعونها عن أداة الجريمة، التي هي (الحبل البلاستيكي)، أجابني أحدهم يؤكد الأب "لن نفعل هذا لأننا لم نتوصل بعد إلى هذه التقنية". اليوم، وبعد مرور أزيد من عشرة أيام على هذا الحادث المؤلم، لم يحقق التحقيق نتائج تذكر، إذ يقول الأب إن هذه الجريمة قد تكون مرتبطة بتصفية حسابات بين أحد الأشخاص وبين بعض سكان المنزل، وكدليل على ذلك، هناك جهة لها حسابات مع سكان المنزل التي حاولت قتل طفل تلك العائلة، غير أنها اعتقدت أن ابنه هو ذلك الطفل الذي يشبهه، فذهب ضحية تصفية حسابات. ويستغرب الأب من أن أحد الجيران الموجودين بالمنزل، عندما جاؤوا لتقديم العزاء، اعترف أن ابنه هو الذي كان مقصودا بالقتل، لأن الضحية خالد يشبهه، لأنهم مهددون من طرف بعض الأشخاص. ويتساءل أب الضحية عن سبب سكوت الشرطة وتغاضيها عن هذه الجريمة، ويضيف مستغربا "هل جريمة من هذا الحجم وضد طفل، يمكن السكوت عنها؟".