في ما يعد أحد الاكتشافات الأثرية النادرة، عثرت بعثة الآثار المصرية على مقبرتين ملونتين توصفان بأنهما من روائع الدولة القديمة، وتعودان إلى نحو 4300 سنة، أثناء عمل البعثة بمنطقة آثار سقارة، قرب العاصمة المصرية القاهرة. الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، ورئيس البعثة، صرح بأن المقبرتين "منحوتتان في الصخر لأب وابنه في منطقة تعرف باسم (جسر المدير)، غرب (الهرم المدرج) تماما". وأوضح أن المقبرة الأولى تخص الأب ويدعى (سن دوا)، وتحتوي على باب وهمي غاية في الجمال، ويعتبر من روائع منطقة سقارة، وهو ملون بألوان زاهية تصور المتوفى جالسا أمام مائدة القرابين وبجانبه اسمه وألقابه، مما يوضح أنه كان رجلا يحتل مناصب مهمة في الدولة، خلال عصر الأسرة السادسة (2374 - 2191 ق.م)". وتابع زاهي حواس أن "المتوفى كان يحمل ألقابا مثل رئيس كتبة الملك، والمشرف على البعثات، علاوة على كثير من الألقاب الشرفية". ويقع بئر الدفن أسفل الباب الوهمي مباشرة بعمق 20 مترا تحت سطح الأرض. ولفت زاهي حواس إلى أنه عندما نزل إلى داخل البئر وجد أنها لم يمسسها اللصوص، نظرا لصعوبة النزول إليها ووجودها على عمق كبير، وأنه لاحظ داخل البئر أن التابوت الخشبي، الذي دفن فيه "سن دوا" تحلل بفعل الرطوبة، وأنه عثر بجواره على قطع أثرية خاصة، منها أوان من الحجر الجيري على هيئة بطة، وبداخلها عظام للبط، كما عثر داخل البئر، أيضا، على لوحة صغيرة فيها أوان رمزية خاصة بالتحنيط. وذكر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، ورئيس البعثة، أن الأخيرة عثرت بجوار هذه المقبرة، وفي المستوى نفسه للباب الوهمي الأول، على مقبرة أخرى تخص الابن "خنسو"، وهي تتمتع بأجمل وأهم مناظر الدولة القديمة، خاصة الباب الوهمي، وصاحبها كان يحمل ألقاب أبيه نفسها، وهو المشرف على كتبة الملك والمشرف على الوهبة". ولاحظت البعثة أن الباب الوهمي توجد أمامه مباشرة مائدة قرابين وعتب حجري ملقى على الأرض، يحمل السمات الخاصة بالأسرة السادسة من الدولة القديمة، كما عثرت البعثة أعلاه على لوحة ملونة بأروع وأجمل الألوان للمتوفى في أشكال مختلفة.