كريستوف دو روكفاي اعلنت مصر الارربعاء تعليق التعاون مع متحف اللوفر الفرنسي طالما لم تستعد لوحات فرعونية انتزعت من جدران احدى مقابر وادي الملوك في البر الغربي بالاقصر. وياتي الاعلان عن هذا التعليق في مناخ متوتر بعد فشل وزير الثقافة المصري فاروق حسني في الفوز بمنصب المدير العام لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) التي يقع مقرها في باريس. وقال رئيس المجلس الاعلي للاثار المصرية زاهي حواس لوكالة فرانس برس "لقد اتخذنا قرارا بوقف كل اشكال التعاون مع اللوفر حتى تتم استعادة" اللوحات التي "سرقت" من مقبرة في الاقصر (700 كيلومتر جنوبالقاهرة). ويتعلق الامر بخمس لوحات جدارية انتزعت من مقبرة موظف كبير من الاسرة الفرعونية ال18 (1550-1290 قبل الميلاد) تقع في وادي الملوك بالاقصر. واتهم حواس المتحف الفرنسي بالحصول على هذه اللوحات بشكل غير مشروع. وقال "ان شراء لوحات مسروقة يعني ان بعض المتاحف تشجع تدمير وسرقة الاثار المصرية". وفي باريس, قالت ادارة متحف اللوفر لوكالة فرانس برس ان المتحف "منفتح" على اعادة القطع الاثرية "مع احترام الاجراءات" الفرنسية. واوضحت ادارة اللوفر ان الاجراءات من اجل اعادة هذه القطع الاثرية "بدأت" ولكن القرار النهائي ينتظر موافقة اللجنة العلمية الوطنية لمقتنيات المتاحف في فرنسا التي ستعقد اجتماعا نهاية هذا الاسبوع. واكدت ادارة اللوفر ان لجنة المشتروات في ادارة المتاحف في فرنسا اقتنت هذه القطع الاثرية "بحسن نية" في العامين 2000 و2003 اذ كانت تعتقد انها خرجت من مصر قبل اتفاقية اليونسكو للعام 1970 (صدقت عليها فرنسا في العام 1997) التي لا تلزم اي دولة باعادة قطع اثرية حصلت عليها قبل تاريخ توقيع المعاهدة. واشار حواس الى ان استعادة هذه القطع سيتم وقف اللقاءات والمحاضرات التي يتم تنظيمها بالتعاون مع المتحف الفرنسي وتعليق عمل بعثة التنقيب التابعة للوفر والتي تعمل في منطقة سقارة بالجيزة. وتابع حواس ان هذا القرار, الذي لم يعلن عنه مسبقا, اتخذ "قبل شهرين" ملمحا بذلك الى انه غير مرتبط بفشل وزير الثقافة المصري فاروق حسني في الفوز بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو الشهر الماضي. واكد حواس ان طلب استعادة هذه اللوحات تم التقدم به الى متحف اللوفر منذ عام تقريبا. وكانت مثقفون مثل الفيلسوف برنار هنري ليفي شنوا حملة عنيفة في فرنسا ضد ترشيح فاروق حسني لليونسكو. وقالت الصحف المصرية اخيرا ان فرنسا لم تمنح حسني كل الدعم الذي وعدت به. وقال مسؤول في البعثة الثقافية الفرنسية في القاهرة ان المناخ الذي تولد عن خسارة فاروق حسني في انتخابات اليونسكو "لا يساعد على سير الامور" مشيرا في الوقت ذاته الى ان الخلاف حول القطع الاثرية الخمس "سيجد حلا سريعا". وتولي مصر الان اهتماما كبيرا باستعادة ثروتها الاثرية التي تم تصديرها على مدى سنوات طويلة الى العديد من متاحف العالم اضافة الى سرقة قطع عديدة تم تهريبها الى الخارج. وحدثت خلافات عدة خلال السنوات الاخيرة بين زاهي حواس, المدافع الشرس عن حق مصر في استعادة اثارها, وبين الفرنسيين الذين تعد بعثهم الاثرية في مصر اكبر بعثة اجنبية في البلاد.وتتعامل القاهرة بالمثل مع الدول الاخري التي توجد لديها اثار مصرية. وفي هذا السياق يطالب المسؤولون المصريون بالحاح المانيا بان تعيد تمثالا نصفيا للملكة الفرعونية نفرتيتي اكتشفه الاثري الالماني لودفيغ بوركارت في مصر في العام 1912 ونقله الى برلين في العام التالي.