قال الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، أول أمس الخميس، بالمعهد الملكي للإدارة الترابية في القنيطرة، إن الوزارة تسعى إلى تغيير طبيعة العلاقة القائمة بين المواطن والإدارة، لتصبح الأخيرة قريبة من انشغالات وحاجيات المواطنين، طبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وكشف الشرقاوي، خلال ترؤسه لحفل تخرج الفوج 45 من السلك العادي لرجال السلطة، أن الداخلية، في صلتها بالمواطن، تسعى إلى أن "تنسج بينهما علاقات دعم متبادلة، ومد جسور التواصل والحوار مع كافة الفعاليات الجمعوية والهيئات المنتخبة، من أجل بلورة حلول تعمل على تعزيز الديمقراطية والتنمية المحلية". ونبه الشرقاوي أول فوج من رجال السلطة، تدرب في تركيا على آليات تطبيق تجربتها في مجال اللامركزية وعدم التمركز، إلى أن "مشروع الجهوية الموسعة يشكل مرحلة مهمة في أنماط الحكامة الترابية، وفي مسلسل تحديث هياكل الدولة وتأهيلها، لتتوافق مع تحديات المرحلة". وبينما حث هذا الفوج، الذي يضم 124 خريجا، بينهم 20 امرأة، على التحلي بالمواطنة واحترام القانون والانصات للمواطنين، شدد على أن مشروع الجهوية الموسعة "يشكل بداية لإصلاحات مؤسساتية مهمة، ستبين، لا محالة، نجاعة الاختيارات الديمقراطية للمملكة". وأعطى وزير الداخلية توجيهات إلى رجال السلطة "للسهر على تشجيع الاستثمار محليا، بتذليل الصعوبات، التي يواجهها الفاعلون الاقتصاديون، من أجل خلق الثروات، وتوفير فرص الشغل للسكان المحليين، والعمل، بكل جدية وتفان، على إنجاح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ". وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن هذا الفوج تلقى تداريب بمناسبة فاتح ماي 2010، ما منح أفراده فرصة ميدانية لتطبيق آخر آليات واستراتيجيات "التحكم في تدبير التجمعات العمومية، والمحافظة على الأمن والاستقرار بشكل قبلي، اعتمادا على العمل الاستخباراتي النوعي، تفاديا للسقوط في أسلوب الداخلية العتيق، المبني على القمع والعنف". ويستفاد من المعطيات نفسها أن وزارة الداخلية حرصت، وقتها، على توزيع عناصر من الفوج 45 من السلك العادي لرجال السلطة على المدن الكبرى، مثل الرباط والدارالبيضاء، إذ كان كل قائد وقائدة تحت التمرين، يؤدون عملهم تحت إشراف قائد مقاطعة معينة، في حين، كان آخرون يشاركون في الخلايا المركزية، المحدثة على مستوى وزارة الداخلية، أو في العمالات، أو الولايات، لتحليل المعطيات، وتتبع سير تدبير عناصرها لمسيرات فاتح ماي. ويؤهل التكوين النظري والتطبيقي، الذي يتلقاه رجال ونساء السلطة الجدد في المعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة، هؤلاء لتحمل مهام السلطة على "أفضل وجه"، وممارستها ميدانيا، والمساهمة بفعالية في دعم وتحقيق التنمية المحلية، والرقي، عموما، بدور المرأة في حفظ الأمن واستتبابه في الدولة والمجتمع.