حث وزير الداخلية السيد الطيب الشرقاوي، أمس الخميس، رجال السلطة على الإنصات لانشغالات المواطنين وحسن تدبير شؤونهم والقرب منهم وإشراكهم في حل مشاكلهم، طبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأوضح السيد الشرقاوي، خلال ترؤسه لحفل تخرج الفوج ال45 من السلك العادي لرجال السلطة بالمعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة، بحضور العديد من أعضاء الحكومة وشخصيات مدنية وعسكرية، أنه تنفيذا لتوجيهات صاحب الجلالة فإن وزارة الداخلية "تسعى جاهدة إلى تغيير طبيعة العلاقة القائمة بين المواطن والإدارة لتصبح هذه الأخيرة قريبة من انشغالات وحاجيات المواطنين، وتنسج بينهما علاقات دعم متبادلة ومد جسور التواصل والحوار مع كافة الفعاليات الجمعوية والهيئات المنتخبة من أجل بلورة حلول تعمل على تعزيز الديمقراطية والتنمية المحلية". ودعا الوزير الفوج الجديد ومن خلاله كافة رجال السلطة إلى السهر على احترام المقتضيات القانونية، والتمسك بمبادئ دولة القانون، والعمل بكل جدية وتفان على إنجاح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. كما دعا رجال السلطة إلى أن يضعوا دوما نصب أعينهم توجيهات جلالة الملك الذي ما فتئ يحث على التحلي بالمواطنة واحترام القانون والعناية بالمواطنين وحسن تدبير شؤونهم بالانصات إليهم والقرب منهم وإشراكهم في حل مشاكلهم والتجند من أجل تنفيذ الخيارات التي أقرتها الدولة في سائر مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. وحث وزير الداخلية أيضا رجال السلطة على السهر على تشجيع الاستثمار محليا بتذليل الصعوبات التي يواجهها الفاعلون الاقتصاديون من أجل خلق الثروات وتوفير فرص الشغل للساكنة المحلية. وأضاف أن مشروع الجهوية الموسعة يشكل مرحلة مهمة في أنماط الحكامة الترابية وفي مسلسل تحديث هياكل الدولة وتأهيلها لتتوافق مع تحديات المرحلة، مشيرا إلى أن هذا المشروع المهم يشكل بداية لإصلاحات مؤسساتية مهمة ستبين لا محالة نجاعة الاختيارات الديمقراطية للمملكة. وسجل الوزير باعتزاز وفخر الحصيلة الايجابية للمعهد الملكي للإدارة الترابية منذ إحداثه على يد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، مضيفا أن المعهد كون عددا مهما من رجال السلطة ومجموعة من الأطر الإدارية العليا التي تمتاز بتكوين جيد في مختلف مجالات الإدارة الترابية بالاضافة الى مفتشي الادارة الترابية. وأشار إلى أنه نظرا للمصداقية التي نجح المعهد في بنائها خلال عدة عقود من التكوين الجدي، وضعت العديد من الدول الافريقية ثقتها في هذه المؤسسة لتأطير وتكوين عدة أفواج من الأطر العليا للإدارة الترابية، مبرزا أنه يجري الآن التهييء لعقد اتفاقيات للتعاون بين هذه المؤسسة وكل من غينيا الاستوائية وكونغو برازافيل. وقبل ذلك، أبرز مدير المعهد الملكي للإدارة الترابية، الجنرال دو بريكاد محمد العلام، جودة التعليم الذي توفره المؤسسة، مشيرا إلى أنه تمت دعوة العديد من الشخصيات لتنشيط ندوات لفائدة خريجيها. يذكر أن الفوج الجديد للسلك العادي لرجال السلطة الذي يضم 124 خريجا، من بينهم 20 إمرأة، تتبع تداريب بمختلف الإدارات، وقام بزيارة لتركيا للإطلاع على تجربتها في مجال اللامركزية وعدم التمركز . وأشرف وزير الداخلية والوفد الحاضر بعد ذلك على تسليم الشهادات على خريجي الفوج الجديد للسلك العادي لرجال السلطة.