عثرت المصالح الأمنية، التابعة للأمن القضائي ابن امسيك، مساء أول أمس الثلاثاء، في مديونة، بضواحي الدارالبيضاء، على جمجمة وعظام بشرية في مقهى، يبعد بأمتار قليلة عن البئر، حيث وجدت جثة خالد الباجي، الذي كان اختفي، لأكثر من نصف سنة. ووصلت المصالح الأمنية إلى مكان الجمجمة والعظام البشرية، بعد اعتراف المشتبه به الرئيسي في قتل وإخفاء جثة الباجي، بأنه قتل عمه قبل أكثر من 20 سنة، بعد خلاف معه حول بقعة أرضية فلاحية. واضطرت العناصر الأمنية، الثلاثاء الماضي، إلى جلب المتهم (ع.ت)، ذي الخمسين سنة، إلى موقع الجريمة، ليدلها على مكان إخفائه الجثة الثانية، وبناء على إفادات الجاني، باشرت السلطات المحلية، مستعينة بجرافة، عملية البحث عن الجثة في المقهى، وفي الثالثة والنصف، من مساء اليوم نفسه، عُثر على جمجمة وعظام بشرية، كانت مدفونة بإحكام في بهو المقهى. وبعد هذه التطورات، بدأت تفاصيل مسلسل جديد من البحث عن الجثث في البئر والمقهى ومحيطهما، سخرت له السلطات المحلية والدرك الملكي والشرطة القضائية والوقاية المدنية كل الإمكانيات اللوجستيكية، إذ عادت السلطات المحلية إلى تطبيق حراسة مشددة على الموقع، وبدأت عناصر الوقاية المدنية الحفر والتنقيب، بحثا عن باقي أجزاء الجثة. وذكرت مصادر أمنية في موقع الجريمة، أن المتهم ما زال يخفي جثة ثالثة لنادلة، كانت تعمل لديه في المقهى القريب من البئر، وذكرت بعض المصادر أن الأخير قتل النادلة بعد علمها بجريمته الأولى، ما ينذر باستمرار البحث في محيط المقهى والبئر، لكشف تفاصيل هذه "الروضة"، كما سماها أحد المواطنين، كان يراقب، بدهشة واستغراب، عناصر الأمن وهي تبحث عن الجثة الثانية في "مسلسل الجثث"، الذي هز مدينة مديونة، مطلع هذا الصيف. وذكرت مصادر "المغربية" أن عناصر الأمن القضائي، التابعة لأمن ابن مسيك، لم تكمل بعد بحثها في موقع الجريمة، ومن المنتظر أن تكثف أبحاثها في البئر ومحيطه، بحثا عن أدلة أخرى تساعد على استكمال البحث، وكشف تفاصيل الجريمة. وكانت الشرطة القضائية لأمن ابن امسيك، وعناصر الوقاية المدنية والشرطة العلمية، بمساعدة من حفار آبار، تمكنت، الأسبوع الماضي، من انتشال جثة الضحية الأولى، من قعر البئر، بعد 13 يوما من البحث والتنقيب.