تنظر الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، خلال الأيام المقبلة، في ملف عصابة تتكون من ثلاثة أشخاص، متابعة بتهم "تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة باستعمال الأسلحة البيضاء مع حالة العود". وجاءت متابعة أفراد العصابة، بعد اقتحامهم أحد القصور الفخمة في المدينة، حيث انتقلت على إثر ذلك عناصر الفرقة الجنائية التابعة لمصلحة الشرطة القضائية لأمن طنجة إلى مسرح الحادث، وقامت بإجراء معاينة ومسح للمكان، كما عملت على رفع البصمات، لكن التحريات الأولية لم توصل العناصر الأمنية إلى هوية اللصوص، إذ تبين لها أن أفراد العصابة استعملوا خلال الاقتحام القفازات، كما أن جهاز كاميرا المراقبة لشركة الحراسة المثبت بالقصر لم يعط صورا واضحة وتقريبية لملامح المعتدين، بسبب الضبابية، التي غلبت على عملية التصوير. وأوضحت مصادر أمنية أن التحقيقات في الحادث، أخذت منحى آخر بعد هذه المعطيات، إذ باشرت العناصر الأمنية حملات تمشيطية واسعة بالمنطقة، التي يوجد بها القصر، بحثا عن العناصر المشبوهة ذات السوابق في هذا المجال، فجرى اعتقال عدد منهم، وبعد التحقيق معهم تبين عدم صلتهم بالحادث، فبدأت العناصر الأمنية في البحث في مجموعة من الصور التقريبية لمقتحم القصر، عبر رصد تحركاته بشريط جهاز الكاميرا، لتتمكن من الوصول إلى هويته، وبالتالي ألقت القبض عليه، وبعد التحقيق معه، أنكر بدوره صلته بالحادث، لكن بتضييق الخناق عليه، اعترف بعملية الاقتحام. وخلال التحقيق المعمق مع المتهم، تبين للمحققين أنه زعيم العصابة، ويدعى (ج.ع)، 21 عاما، وأنه حديث الخروج من السجن، بعد أن أدين بعقوبة حبسية من طرف استئنافية الدارالبيضاء، بعد متابعته بتهمة السرقة الموصوفة. وأشارت المصادر نفسها إلى أن المتهم، أقر في اعترافاته، أنه وبعد فترة ليست بالطويلة عن خروجه من السجن، عاد لاستئناف نشاطه الإجرامي في مجال السرقة، إذ بدأ باستهداف المارة في الأماكن الفارغة خاصة بالليل، وسلبهم ما بحوزتهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض، مضيفا أنه تعرف على شريكيه (ع.م)، 20 عاما، و(أ.م)، 19 عاما، واتفقوا على تكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقة، ومنها تمكن زعيم العصابة من توسيع نشاطه، مضيفا أنه بدأ بمساعدة شريكيه بتنفيذ عمليات السرقة، التي كانت تستهدف الفتيات العاملات، واعتراض سبيلهن، خاصة خلال الساعات الأولى من الصباح أو في المساء، بعد خروجهن من العمل، فضلا عن استهداف الشباب برفقة الفتيات، أيضا، بالمناطق المهجورة. وأبرزت المصادر أن المتهم، أكد أنه وبعد تمكنه رفقة شريكه من القيام بمجموعة من عمليات السرقة، تحت التهديد بالسلاح الأبيض، اتفق معهما على تغيير طريقة الاعتداءات باستهداف زبناء إحدى الوكالات البنكية، وترصد تحركاتهم بالمدينة، خاصة أمام الشباك الأوتوماتيكي، وسلبهم أموالهم بعد سحبها، لكنه أضاف أن جميع محاولات أفراد العصابة باءت بالفشل، ليقترح عليهم تنفيذ عملية اقتحام القصر المعلوم، بعد معاينته ومعرفة جميع المداخل المؤدية إلى خزينة الودائع، خاصة بعد علمه بعدم وجود حارس ليلي للقصر، خلال نهاية الأسبوع وأيام العطل. ويوم تنفيذ عملية الاقتحام، أوضح زعيم العصابة أن شريكيه ظلا يقومان بدور الحراسة، في حين حاول المتهم اقتحام القصر، لكن محاولاته باءت بالفشل.