قال مبعوث بالأممالمتحدة، أول أمس الثلاثاء، إن المنظمة الدولية وافقت على أن تسلم لغزة حمولة ثلاث سفن للمساعدات استولت عليها إسرائيل في 31 من ماي، وأنها لقيت موافقة إسرائيل وأصحاب الحمولة الأتراك على إتمام ذلك.وسيطرت البحرية الإسرائيلية على قافلة من ست سفن كانت تحاول كسر الحصار الإسرائيلي على غزة، وأجبرتها على الرسو في موانئ إسرائيلية. واستشهد تسعة أشخاص على متن السفينة (مافي مرمرة) المسجلة في تركيا ما أثار غضب العالم. وقالت إسرائيل إن قواتها الخاصة تصرفت دفاعا عن النفس. وأبلغ مبعوث الأممالمتحدة إلى الشرق الأوسط، روبرت سري، مجلس الأمن أن الأممالمتحدة مستعدة لتحمل مسؤولية تسليم شحنة المساعدات على أساس استثنائي. وقال سري إن المنظمة الدولية حصلت على موافقة أصحاب حمولة السفن الثلاثة المسجلة في تركيا على حيازة الحمولة بالكامل وتحمل المسؤولية عنها وتوزيعها في الوقت المناسب في غزة لأغراض إنسانية كما حددت الأممالمتحدة. وأضاف: حكومة إسرائيل وافقت على الإفراج عن الشحنة كلها للأمم المتحدة في غزة لتحدد استخدامها الإنساني في غزة. وذكر سري أن لديه ما يدعوه للاعتقاد بان السلطات الفعلية في غزة- في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تسيطر على القطاع- ستسمح للأمم المتحدة بتحديد وجهة المعونات. وتفرض إسرائيل حصارا على القطاع منذ سيطرة حماس عليه قبل ثلاث سنوات ولا تسمح بالدخول إلا لما تراه ضروريا من السلع. وتدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) عملية ضخمة للمعونات والتعليم في غزة. وقال سري الذي يرفع تقريرا شهريا بصفة دورية لمجلس الأمن عن الشرق الأوسط إن الأممالمتحدة ستبدأ جهود التوزيع في أقرب وقت ممكن. وأضاف قوله إن الأممالمتحدة لم يفاتحها أحد بعد بشأن الحمولة على متن سن مساعدات أخرى جرى تحويل مسارها ومنها السفينة راشيل كوري، التي صعد على متنها رجال البحرية الإسرائيلية في الخامس من يونيو وأبحرت إلى ميناء أشدود لكنها ستحاول تقديم المساعدة إذا طلب منها ذلك. وأوضح سري أيضا أن اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإجراء تحقيق دولي كامل في حادث اقتحام قافلة المساعدات في 31 من ماي يأتي إضافة إلى التحقيق، الذي تعتزم إسرائيل نفسها القيام به. وكان مجلس الوزراء الإسرائيلي وافق يوم الاثنين الماضي، على التحقيق الإسرائيلي، الذي ستشمل اللجنة المكلفة به اثنين من المراقبين الأجانب. وذكرت الأممالمتحدة أن التحقيق الإسرائيلي قد يكون مناسبا إلى جانب اقتراح بان الذي قالت انه مازال مطروحا على المائدة. وقال سري: التحقيقان معا سيوفيان تماما بتوقعات المجتمع الدولي بإجراء تحقيق نزيه يتمتع بمصداقية. وأضاف قوله: المنهجان يكملان بعضهما بعضا. وأفاد دبلوماسيون ان بان يريد لجنة تحقيق محايدة يرأسها رئيس الوزراء النيوزيلندي السابق جيفري بالمر وتضم ممثلين عن إسرائيل وتركيا. وقال سري إنه خلال مناقشة خلف أبواب مغلقة جرت في مجلس الأمن، اعتقد انه تم التعبير عن التأييد لما يحاول الأمين العام عمله. من جهة أخرى، أفادت تقارير إسرائيلية، أمس الأربعاء، بأن السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل اورن التقى ليلة الثلاثاء الأربعاء بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وبحث معها عدة موضوعات تتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط. ووصف أورن الاجتماع بأنه كان وديا وموضوعيا، وجرى خلاله بحث إمكانية قيام كلينتون بزيارة أخرى لإسرائيل. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن أورن القول إن إسرائيل والولايات المتحدة توصلتا إلى تفاهمات جديدة بشأن طريقة التعامل مع التهديد الذي تمثله التنظيمات (الإرهابية) في قطاع غزة دون رفع الطوق البحري عن القطاع.