أبحرت قافلة بحرية ، تضم ست سفن تحمل عشرة الاف طن من المعونات للفلسطينيين، الى غزة ، في تحد للحصار الاسرائيلي على القطاع الفقير، ولتحذيرات بشأن اعتراض القافلة. وابحرت القافلة ، التي تقودها سفينة تركية تحمل600 شخص ، من نقطة تجمع في المياه الدولية قبالة قبرص، في وقت مبكر من يوم أمس الاحد. ولم يعلن الوقت التقديري لوصولها الى غزة التي تقع على مسافة نحو230 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من قبرص. وقالت غريتا برلين ، المتحدثة باسم حركة غزة الحرة ، وهي احدى الجهات المنظمة للقافلة ،»تتحرك القافلة بأكملها.« في حين أعلنت اسرائيل، التي تحاصر قطاع غزة منذ ثلاث سنوات، انها ستحول دون وصول القافلة الى غزة التي تسيطر عليها حركة المقاومة الاسلامية »حماس«. وأجرى افراد من كوماندوس القوات البحرية الاسرائيلية تدريبات للتمرس على عمليات اعتراض السفن ، والصعود الى ظهرها وتفتيشها. وقال مسؤولون عسكريون اسرائيليون ان نشطاء القافلة يواجهون الاعتقال والترحيل، وقد تصادر اسرائيل شحنات سفنهم . وقالت برلين ان اسرائيل تخاطر بمواجهة كارثة من الرأي العام العالمي ان هي حاولت اعتراض سبيل النشطاء. واضافت »السيناريو المنطقي الوحيد هو ان يمتنعوا عن كونهم جبابرة الشرق الاوسط ، وان يتركونا وحال سبيلنا.« ونظمت هذه القافلة جماعات مؤيدة للفلسطينيين ، واحدى الجماعات التركية للدفاع عن حقوق الانسان. وحثت تركيا اسرائيل على ان تسمح لها بالمرور الامن ، وقالت ان المعونة ذات طبيعة انسانية. وتعتبر تركيا احدى اوثق الدول المتحالفة مع اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط، الا ان العلاقات فاترة الان بين الجانبين. ووجه رئيس الوزراء التركي ، رجب طيب اردوغان ، عدة انتقادات لسياسات اسرائيل تجاه الفلسطينيين. وكانت اسرائيل اغلقت حدود غزة بعد ان سيطرت »حركة حماس« على القطاع عام2007 . واستمر توتر الاوضاع منذ الهجوم المدمر الذي شنته اسرائيل على غزة في دجنبر 2008 ويناير من عام2009 . من جهته، اعلن رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، ان سفن الأسطول ستصل اليوم الاثنين الى غزة ، بعد ان تم التغلب على المشاكل الفنية. وقال النائب جمال الخضري في تصريح صحافي »تم التغلب على كل الاشكالات الفنية التي تواجه السفن«. واضاف »الان كل شئ تم بشكل جيد«، وان السفن »ستنطلق غدا (أي اليوم) الاثنين الى شؤاطىء غزة«. واوضح الخضري ان »مئة قارب فلسطيني ستنطلق من ميناء غزة الى عرض البحر، لاستقبال أسطول الحرية في عرض البحر«. قبل هذا ، دعت الاممالمتحدة الى ضبط النفس بعد ان هددت اسرائيل باعتراض السفن التي تحمل مساعدات غذائية وطبية ومواد بناء، اضافة الى بيوت جاهزة ستعطى لفلسطينيين دمر الجيش الاسرائيلي بيوتهم اثناء الحرب على قطاع غزة نهاية 2008 وبداية2009 . وقالت «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة» ، إن بعض سفن أسطول «الحرية» تتعرّض بين الحين والآخر لمحاولات إسرائيلية للتشويش على عملية الاتصالات بينها، وهو ما يتفق مع ما قالته مصادر إسرائيلية من أن الجيش الإسرائيلي يعتزم التشويش على البث المباشر للسفن. وأفاد العضو المؤسس في «الحملة الأوروبية» ، أمين أبو راشد ، بأن السلطات الإسرائيلية تحاول التشويش على وسائل الاتصال اللاسلكي الذي يستخدم بين السفن، وذلك في إطار تحركاتها الهادفة لمنع الأسطول من الوصول إلى هدفه. وقال إن ذلك يبدو محاولة من إسرائيل للتأثير على ممرات سير السفن المحددة مسبقا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الفنيين على متن السفن يحاولون تجاوز تلك الإشكاليات. وكانت إسرائيل قد أعلنت أنها لن تسمح بوصول السفن إلى قطاع غزة، وأقامت خياما في ميناء أسدود لنقل المتضامنين إليها بعد احتجاز سفنهم. ولخص قائد البحرية الإسرائيلية، إليعازر تشي ماروم ، ما أنيط بقوة الكوماندوز المعدة لقطع الطريق على السفن في عرض البحر، بقوله «لدينا مهمة علينا تنفيذها، وهي منع الأسطول من الوصول إلى قطاع غزة». وأعلنت إسرائيل السواحل المقابلة لغزة منطقة عسكرية مغلقة، وتعتزم نقل المتضامنين إلى ميناء أسدود تمهيدا لطردهم إلى بلادهم ; باعتبارهم مهاجرين غير شرعيين، واعتقال من يرفض التعريف بنفسه، والتوقيع على تعهد بعدم العودة. وتواصل إسرائيل اتصالاتها الدولية للحيلولة دون أن تتأثر علاقتها بالدول التي يشترك بعض رعاياها في الأسطول.