تتناسل حكايات كثيرة مثيرة في الحديث عن الحرب الضروس، الجارية ضد زراعة الكيف في المغرب، وتحويله و تهريبه. ورغم ما يعبر عنه المسؤولون المغاربة، مدعومين بشهادات أممية، من اعتزاز بالنتائج الإيجابية، التي أمكن تحقيقها في تلك الحرب المستمرة، خاصة ما يتعلق منها بتراجع المساحات المزروعة، وحجم إنتاج الحشيش، وما أدى إليه من تراجع البلاد من المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الكيف إلى المرتبة الثانية.. رغم ذلك، فإن لا شيء يفيد أن الحرب الضروس ستضع أوزارها في أمد منظور. ولا يستند هذا الحكم إلى المقاومة الشديدة، التي يبديها المزارعون المحصنون بالتضاريس الصعبة، والمستندون إلى الحق في العيش، وإلى الافتقار إلى البدائل المقنعة.. بل يستند، كذلك، إلى الموقع الخاص، الذي أصبح يمثله المغرب لقربه من أوروبا، ولتحوله إلى جسر بين هذه الأخيرة وبين مصادر المخدرات، القادمة من كل صوب، خاصة من آسيا، وأميركا الجنوبية، عبر شرق وغرب إفريقيا. ويستند، تبعا لذلك، إلى التغول، الذي أصبحت تتميز به عصابات تهريب المخدرات، وإلى الجبروت المذهل، الذي اكتسبته، لاسيما بعد تطويرها لعلاقات تحالفية مع الحركات الإرهابية. وأشار عدد من وسائل الإعلام المغربية، في الآونة الأخيرة، إلى ما أصبح مهربو المخدرات من المغرب إلى أوروبا يستخدمونه من وسائل تكنولوجية عالية، يمسك بناصيتها طيارون، وغواصون، ودراجون بحريون. عندما تحدثت بعض الصحف عن المقاومة الشديدة، التي أبداها بعض مزارعي الكيف ضد القوات العمومية، المعبأة من أجل إتلاف حقول النبتة المخدرة، وأشارت إلى إطلاق أسراب النحل على تلك القوات، تبين للباحثين عن بدائل لزراعة الكيف أن تربية النحل، وإنتاج العسل، يمكن أن تكون احد البدائل الكثيرة، التي يمكن أن تصبح بديلا لزراعة الكيف، وليس سلاحا للدفاع عن تلك الزراعة.