أجرى رئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، أول أمس الاثنين بالرباط، مباحثات مع رئيسة مجلس الشيوخ الغابوني، روز فرانسين روغومب. وذكر بلاغ للمجلس أن بيد الله استعرض خلال هذا الاستقبال العلاقات الاستراتيجية، التي تربط بين البلدين الصديقين، والتي زادت متانة بحكم العلاقات الأخوية، التي تجمع بين قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس علي بانغو أونديمبا، مؤكدا على الأهمية التي يوليها جلالة الملك للعلاقات جنوب-جنوب. إثر ذلك، تطرق بيد الله إلى تجربة مجلس المستشارين، مشيرا إلى خصوصيته ووظيفته وهيكلته وأدائه ودوره في ما يتعلق بالتشريع، ومراقبة العمل الحكومي والدبلوماسية، وتناغمه مع مجلس النواب. وأبرز رئيس مجلس المستشارين طبيعة التطورات المهيكلة، التي يعيشها المغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وملامح المجتمع الديمقراطي الحداثي، الذي يبنيه المغرب لمواجهة تحديات الألفية الثالثة. وفي السياق نفسه، ذكر بيد الله بأن المملكة المغربية تمكنت من الصمود أمام الأزمة الاقتصادية والمالية الأخيرة، التي اجتاحت العالم، ومن تشخيص مستوى الهشاشة والفقر في المملكة ومحاربتها بآليات متجددة خاصة، عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أثبتت نجاعتها، مما سيمكن المغرب من الوصول إلى أهداف الألفية للتنمية (سنة 2015) في ظروف جيدة. وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أكد رئيس مجلس المستشارين أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المغرب لإيجاد حل نهائي وعادل للنزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية للمملكة ستمكن بلدان المغرب العربي الخمس، من تكوين تجمع قوي في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط وأن اتحاد المغرب الكبير هو الوحيد الكفيل برفع تحديات المستقبل المشتركة، أمنية كانت أم تنموية. وأضاف أن هذا الحل سيمكن أبناء سكان الأقاليم الجنوبية للمملكة من تسيير شؤونهم في إطار مغرب موحد قوي ومنفتح على محيطه. من جانبها، نوهت رئيسة مجلس الشيوخ الغابوني بمتانة علاقات الصداقة والأخوة بين المملكة المغربية والجمهورية الغابونية، مؤكدة أن بلادها تدعم المغرب في كل القضايا وأن هذه العلاقات تزداد قوة ومتانة. وتطرقت، في هذا السياق، إلى تجربة مجلس الشيوخ الغابوني وخصوصيته ودوره، وكذا إلى دور المرأة المتنامي في هذه التجربة، داعية إلى تطوير التعاون وتبادل الخبرات والتجارب بين المؤسستين التشريعيتين، وكذا الاستفادة من تجربة اللامركزية بالمملكة المغربية.