ووري جثمان المغربية خديجة ماهل (44 عاما)، التي تعرضت لجريمة قتل بشعة، على يدي زوجها الباكستاني بالولايات المتحدة الأميركية، الثرى، الجمعة الماضي، بإحدى مقابر الدارالبيضاء. ووسط بكاء أفراد أسرتها، وصدمة أشقائها السبعة (4 بنات، وثلاثة ذكور)، الذين منهم من لم يرها، منذ 10 سنوات، شيعت جنازة خديجة إلى مثواها الأخير، بعد وصول جثمانها، في اليوم نفسه، في صندوق خشبي. وسلمت جثة الضحية من طرف السلطات الأميركية بولاية نيويورك، حيث كانت تقيم الضحية رفقة زوجها المتهم، إلى أشقائها الذين تكفلوا بجميع الإجراءات القانونية لنقلها إلى المغرب. وكانت الضحية خديجة لقيت مصرعها، يوم 13 أبريل المنصرم، بعد عودتها بثلاثة أيام إلى نيويورك، قادمة من الدارالبيضاء، حسب ما أفادت به "المغربية" شقيقتها الصغرى عائشة ماهل، المقيمة بالديار الإيطالية. وأضافت عائشة، التي لم تر شقيقتها، منذ 10 سنوات وصدمت لخبر مقتلها، أن الأخيرة حضرت إلى المغرب واقتنت شقة لها ولطفليها، عمر الفاروق (7 سنوات)، وإسحاق (6 سنوات)، من زوجها الباكستاني، ثم غادرت ليعلموا بمقتلها بعد أسبوعين من عودتها إلى محل إقامتها. وأوضحت عائشة أن السلطات الأميركية لم تخبرهم عبر القنصلية المغربية بنيويورك بموت خديجة، رغم أن هويتها كانت معروفة، وأن أفراد الأسرة علموا بمقتلها من طرف بعض جيرانها المغاربة بأميركا، لينتقل أشقاؤها المقيمون ببلجيكا، ويقومون بجميع الإجراءات القانونية لنقل جثمانها إلى المملكة، دون أي تدخل من القنصلية المغربية. وعثر على جثة الضحية خديجة، يوم 23 أبريل المنصرم، من طرف عناصر الشرطة بولاية نيويورك، وهي ملقاة بالقرب من إحدى المقابر، وعليها آثار خنق في رقبتها، التي زجت بسلك كهربائي، وبدأت في التعفن. وأشارت الصحف الأميركية، التي أوردت الخبر، أن تشريح جثة الضحية أدى إلى التعرف على هويتها، كما تبين أنها توفيت، يوم 13 أبريل ولم يعثر عليها إلا يوم 23 من الشهر نفسه. وأضافت الصحف أن التحقيقات المباشرة في القضية، أسفرت عن اعتقال زوج الضحية الباكستاني، ويدعى محمد إقبال (45 عاما)، المقيم في الولاية دون أوراق الإقامة، إذ اعترف، خلال التحقيق معه، بقتلها بعد خلاف عائلي بينهما. وأضاف أنه استغل وجودها بالمنزل بمفردها، بعد عودتها من المغرب بثلاثة أيام، وذهاب ابنيهما إلى المدرسة، ليجز عنقها بواسطة سلك كهربائي ويخنقها حتى الموت، ثم وضع جثتها تحت السرير، مدة 29 ساعة (يوم ونصف اليوم)، وكان يتصرف بشكل عاد، وأخبر ابنيهما أن والدتهما سافرت إلى المغرب، ورافقهما في اليوم التالي إلى المدرسة، ثم عاد إلى المنزل ونقل الجثة بواسطة السيارة إلى أرض خلاء، وألقاها بالقرب من إحدى المقابر، وعاد أدراجه. مازالت التحقيقات جارية في القضية، إذ أوردت الصحف الأميركية، التي تابعت باهتمام بالغ تطورات القضية، أن السلطات الأمنية بنيويورك أفادت أن المتهم، يتابع بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثانية. وذكرت نعيمة ماهل، الشقيقة الكبرى لخديجة، في اتصال ب"المغربية"، أن شقيقتها كانت طيبة جدا، وحسنة السمعة وكتومة، ولم تكن تخبر أشقاءها بما يحدث لها، خاصة بعد تغير تصرفات زوجها معها، بسبب ضائقة مالية كان يعانيها. وأضافت نعيمة أن أختها خديجة سافرت إلى ولاية نيويورك، قبل 12 عاما، بعد فوزها في القرعة الأميركية، وعملت بإحدى دور العجزة كمشرفة، وبعد مرور سنة على إقامتها، تعرفت على زوجها الباكستاني، الذي كان يملك محلا للأيس كريم، ثم تزوجت منه، وأنجبا طفليهما عمر وإسحاق. وأبرزت شقيقة الضحية، أن خديجة كانت تعيش في سعادة عارمة، حسب ما كانت تحكيه لهم في كل زيارة لها إلى المملكة، على رأس كل ثلاث سنوات، رغم أنها كانت تحضر بمفردها ومع طفليها بسبب عدم توفر زوجها على إمكانية الخروج من أميركا، مضيفة أن الحياة الزوجية لشقيقتها تغيرت، منذ سنتين تقريبا، بعد الأزمة المالية العالمية، التي خسر فيها زوجها المحل الذي كان يعمل به، وبدأ في لعب القمار من أجل استعادة الأموال والعمل من جديد. وأضافت أنها حاولت كثيرا ثنيه عما يقوم به لكنه كان يرفض، ما حدا بها إلى الاستقلال المادي عنه، إذ بدأت تتكلف بكل شيء من مصاريف البيت والأولاد، وهو ما أدى إلى تغير تصرفات زوجها تجاهها، وبدأت تدخل معه بين الفينة والأخرى في شجارات بسبب المال، مبرزة أن شقيقتها سبق أن صرحت لها أن زوجها هددها في أحد خلافاتهما بالقول إنه سيقطع لسانها، وأنها اتصلت بالشرطة، فطلب منها العفو كي لا يزج به في السجن. ويطالب أفراد عائلة خديجة ماهل، الذين صدموا لهول الجريمة، ولم يتوقعوا أن يكون مصير شقيقتهم الحنونة والطيبة القتل على يد زوجها، الذي أحبته، (يطالبون) السلطات المغربية بالتدخل لدى السلطات الأميركية بنيويورك لتسليمهم الطفلين، لنقلهما للعيش مع أخوالهما في المغرب أو الديار البلجيكية، بعد وفاة أمهما وسجن والدهما.