أجرى رئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله أمس الاثنين بالرباط، مباحثات مع الوزير الكولومبي للعلاقات الخارجية السيد خايمي بيرموديز ميريزالد، الذي يقوم حاليا بزيارة للمملكة. ت: ماب وأفاد بلاغ للمجلس أن بيد الله نوه خلال هذا اللقاء بالعلاقات الجيدة بين المغرب وكولومبيا وما يجمعهما من مصالح وتحديات مشتركة، وب"البرلمان الكولومبي، خصوصا مبادراته المختلفة منها توصية 2007 التي عبرت عن تقديرها الفائق والعميق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس". وأضاف المصدر ذاته أن بيد الله نوه أيضا "بتوصية اللجنة الثانية بالغرفة الثانية المكلفة بالعلاقات الخارجية والأمن والدفاع والتجارة الخارجية التي تشيد بالمبادرة المغربية حول الأقاليم الجنوبية للمملكة وتعتبرها مبادرة بناءة ومنتجة، وأيضا توصية 2008 التي اتخذتها اللجنة الثانية بمجلس النواب المكلفة بالعلاقات الخارجية والدفاع والأمن الوطني والتي عبرت فيها عن دعمها الكامل للمملكة المغربية وإعجابها بالمقترح المغربي للحكم الذاتي". وبهذه المناسبة، استعرض رئيس مجلس المستشارين التحولات العميقة التي تعرفها المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والمتمثلة في خلق أقطاب اقتصادية في جميع انحاء المملكة، وتحصين الديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي ورش الجهوية الموسعة، معتبرا أن هذه الأوراش المختلفة هي ذات طبيعة مهيكلة تروم بناء مغرب الألفية الثالثة. وفي نفس السياق، أكد بيد الله أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي يرعاها جلالة الملك قد اثبتت نجاعتها وأنها ستمكن المملكة من الوصول إلى أهداف الألفية للتنمية (سنة 2015) في ظروف جيدة. وحول قضية الصحراء، اعتبر بيد الله أن مقترح الحكم الذاتي سيمكن جميع سكان الصحراء، بمن فيهم أولئك الذين يقطنون بتندوف، من تسيير شؤونهم بأنفسهم، مؤكدا أن هذا المقتراح يستمد مشروعيته من الاتفاق الواسع الذي حققه سواء على صعيد الأقاليم الجنوبية أو الفاعلين السياسيين في باقي المملكة. وأضاف أن أفواج العائدين إلى أراض الوطن من مخيمات تندوف توحي أن هذا الحل بدأ يجذب إليه ساكني المخيمات، ملاحظا أن تعنت الحكام الجزائريين وأطماعهم في منفذ إلى المحيط الأطلسي ومعاكسة المملكة هو الذي يحول دون قبول هذا الحل من طرف "بوليساريو". واعتبر أن مقترح الحكم الذاتي سيمكن بلدان المغرب العربي الخمس من تشكيل تجمع كبير في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وأن اتحاد المغرب الكبير هو الوحيد الكفيل برفع تحديات المستقبل المشتركة أمنية كانت أم تنموية. وذكر بيد الله بتنامي العودة إلى أرض الوطن التي أخذت شكلا جديدا يتمثل في عودة شباب ولدوا في مخيمات تندوف وتمت تربيتهم على كراهية المغرب، ومنهم من درس في كوبا وفينزويلا. ومن جهته، أشاد الوزير الكولومبي، يضيف البلاغ، بطبيعة التطورات الهيكلية الجارية بالمغرب وبعلاقات كولومبيا بالمغرب، مبرزا أن بلاده تواكب في أروقة الأممالمتحدة المقترح المغربي، وأنها تساند الجهود المبذولة لحل هذا النزاع انطلاقا من المقترح المغربي الذي وصفه ب"المبادرة الجيدة" التي ستمكن الأطراف من إفراز تصور مشترك ينهي هذا النزاع. وأضاف الوزير أن بلاده تأمل في أن تتطور علاقاتها التجارية والاقتصادية والمالية مع المغرب، داعيا رجال الأعمال والاقتصاد إلى مواكبة تنامي العلاقات السياسية بين البلدين الصديقين.