يقدم المخرج محمد إسماعيل العرض ما قبل الأول لفيلمه الجديد "أولاد البلاد"، بعد غد الجمعة، بقاعة سينما " أب س"، التي جرى تجديدها، أخيرا، بالدارالبيضاء.وسيكون جمهور الحمامة البيضاء على موعد مع عرض ثان للفيلم بقاعة سينما "أفينيدا" بتطوان يوم 28 أبريل الجاري، بشراكة مع نادي "ف س تطوان"، بالموازاة مع العرض الرسمي بالقاعات الوطنية، في كل من قاعات: ميغاراما، ولانكس، والريف، بالدارالبيضاء، ورويال بالرباط، وميغاراما وكوليزي بمراكش، ولوباريس بطنجة، وأفينيدا بتطوان. كان جمهور مدينة طنجة أول من شاهد "أولاد البلاد"، خلال الدورة 11 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة يوم 25 يناير الماضي. يطرح الفيلم تيمة البطالة، خصوصا بطالة حاملي الشهادات، إذ استطاع المخرج محمد إسماعيل أن يوضح مسار ومصير الشباب، محاولا دق ناقوس الخطر، لأن هذا الواقع بمثابة قنبلة موقوتة، قائلا "إن هذا الشباب العاطل يشبه العجين، يمكن أن يصنع منه أي شيء، فأمام الحاجة والفقر، يمكن أن يسلك أي طريق، وأحيانا ما يكون طريقا خطرا، لم يحلم به يوما ما، ولم يتخيل قط أن يدخل عالمه. خلال مساري السينمائي الطويل والمتواضع، ظلت تؤرقني تلك القضايا الكبرى، التي تنبعث من بوتقة المجتمع المغربي، قد يكفي مثلا أن أقرأ مقالا صحفيا، أو أشاهد برنامجا تلفزيا، أو صورا معبرة، لتوقد بداخلي فضولا لا حدود له، يدفعني دفعا نحو النبش في ذلك المقال، أو البرنامج أو تلك الصور، لتتولد خلال هذا التفاعل قضايا تهم مجتمعا بكامله ومحاولة فهم مستعصية الأفكار، تصلح لبناء متن حكائي يعيد تأسيس وتأويل القضية برمتها". وأضاف إسماعيل أن "صور الوقفات الاحتجاجية لأصحاب الشهادات العاطلين، والجدل الدائر حول تلك الصور، ومحاولة فهم هذا الصراع بين الحكومة والعاطلين، يعتبر مثالا حيا للتفاعل، الذي تكلمت عليه سابقا.. فهؤلاء الشباب أفنوا زهرة حياتهم في تحصيل العلم، ونكانوا يمنون النفس بمعانقة غد ينسيهم ما تحملوه من عناء وجهد، ليجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام شبح البطالة، الذي يلغي جميع آمالهم في غد مشرق". يعالج فيلم "أولاد البلاد" موضوع البطالة في المغرب عبر قصة لثلاثة أصدقاء يتحدرون من منطقة "واد لاو" بضواحي تطوان، توجهوا إلى الرباط، لإتمام دراستهم العليا، وعند تخرجهم يجدون أنفسهم أمام شبح البطالة، تسوء حالتهم أكثر عندما تفشل جميع مساعيهم في العثور على عمل، وتوصد في وجوههم جميع الأبواب. وأمام هذا الرفض واللامبالاة، يقرر عبد الحميد، وعبد السلام الرجوع إلى بلدتهم، فيما يرفض لمفضل، صديقهم الثالث، الرجوع والاستسلام، ويفضل الانخراط في النضال اليومي، الذي تخوضه جمعية للمعطلين حاملي الشهادات العليا. لكن وأمام العنف الذي كانت تقابل به هذه الوقفات الاحتجاجية أمام البرلمان، وتعثر المساعي لإيجاد حل لهذا المشكل، سيضطر لمفضل للرجوع إلى البلدة. هناك، سيستعيد ذكرياته السابقة مع السعدية، التي فقدت زوجها، الكتامي تاجر المخدرات، في عملية تصفية حسابات مع إحدى عصابات تهريب المخدرات الدولية. الهاشمي، أب السعدية، يشجع هذه العلاقة، لأنه يرى في المفضل سنده الكبير لاسترجاع كرسي الزعامة الذي سلبه إياه لكتامي، زوج السعدية المقتول. لكن المفضل وعبد الحميد لن يخرجا من هذه المغامرة الجديدة سالمين. شارك في تجسيد أدوار هذا الفيلم كل من رشيد الوالي، ومنة فتو، وحنان الإبراهيمي، وسعد التسولي، وسعيد باي، ومحمد بسطاوي، ومليكة العمري، وربيع القاطي، ورفيق بوبكر، ونزهة الركراكي، ومنال الصديقي، وعمر العزوزي، ومصطفى سلمات، وحفيظ ستيتو، والمشاركة الشرفية لمحمد خيي ومارك صامويل. يشار إلى أن من أهم أعمال محمد إسماعيل السينمائية فيلم "أوشتام"، الذي يعد محطته الأولى في الإنتاج السينمائي، والشريط المطول "وبعد" الحائز على عدة جوائز وطنية ودولية، والشريط التلفزي المطول "أمواج البر"، والشريط التلفزي المطول "علال القلدة"، والفيلم المطول "هنا ولهيه"، الذي عرض بالعديد من المهرجانات الوطنية والدولية، وحصد جوائز قيمة، كما أنتج المخرج المغربي الفيلم القصير " الهدية" لصالح قناة الجزيرة للأطفال. لم يقتصر اهتمام محمد إسماعيل على الإنتاجات السينمائية، بل ساهم في إنتاج العديد من الأشرطة الوثائقية، ذات الطابع الاقتصادي، السياحي والاجتماعي، إلى جانب إخراج العديد من الوصلات الإشهارية.