افتتح محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، الدورة الربيعية، في الوقت الذي كان النواب يستعدون لانتخاب رئيسهم الجديد. وأبرز بيد الله أن الدورة تأتي في سياق سياسي وطني موسوم باستمرار الإصلاحات المهيكلة الكبرى، واتساع دائرة النقاش العمومي حول دور البرلمان ودور الفاعل الحزبي وتنامي وتيرة الحراك بين التنظيمات السياسية، واصفا البرلمان بغرفتيه بأنه الفضاء، الذي يرتد فيه صدى كل ما يقع خارجه. ودعا رئيس المستشارين إلى استحضار دورهم في التشريع ورقابة العمل الحكومي ولعب أدوار جيدة في مجال الدبلوماسية البرلمانية، وتوفير أجواء ملائمة لقيام حوار بين الأغلبية والمعارضة، مع احترام للضوابط الدستورية، والابتعاد عن السجالات السياسوية والحملات الانتخابية السابقة لأوانها. وأضاف أن الفترة الفاصلة بين الدورتين تميزت بمواصلة اللجنة الاستشارية للجهوية أشغالها، بعد قرار جلالة الملك تمديد مهمتها إلى نهاية السنة الجارية، واحتضان مدينة غرناطة للقمة التاريخية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، التي شكلت مكسبا للدبلوماسية المغربية، واعترافا رسميا بالنموذج المغربي وبالإصلاحات التي يشهدها. وبخصوص الوحدة الترابية، أوضح بيد الله أن مقترح الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب كحل نهائي وحيد للنزاع المفتعل، سيمكن الشعوب المغاربية الخمسة من العيش في أمن وسلام وتعاون، لتحقيق التقدم والازدهار والمساهمة في استتباب الأمن والسلم في منطقة الساحل والصحراء، مبرزا أن الوقت حان لكي يتأكد المنتظم الدولي، وكل القوى العالمية المحبة للسلام، أن خيار الانفصال الذي تدعمه دولة الجزائر هو خيار غير واقعي ومتجاوز، ويحمل في طياته خطورة الزج بالمنطقة في النزاعات والحروب، معتبرا أن أي زعزعة للاستقرار في المنطقة المغاربية لن تستفيد منه سوى التنظيمات والتيارات الإرهابية المتطرفة، التي تتغذى من تجارة الأسلحة، والمخدرات، والتهريب، والاتجار في البشر، وهو ما يشكل تهديدا صريحا للأمن والسلم العالميين.