في ظل العمل الاجتماعي، الذي دأبت جمعية "السلام للإنماء الاجتماعي" في الدارالبيضاء، على تبنيه ثم تفعيله، خدمة لبعض الفئات المعوزة، نظمت يوم الأربعاء الماضي، تظاهرة خاصة بالطفل اليتيم تحت شعار "لا نهنأ حتى تهنأ"..جانب من الندوة الخاصة باليتيم - خاص أكدت فيها أن كفالة هذه الشريحة من المجتمع هي من الأولويات التي تعمل على تحقيقها في ظل برامجها الاجتماعية والتنموية، في توضيح أن كفالة اليتيم لا تقتصر على الرعاية المادية، بل تتعداها إلى ما هو نفسي وعاطفي. من جهة أخرى، أفاد إبراهيم تاليوة، الرئيس الوطني ل"جمعية السلام للإنماء الاجتماعي"، في مداخلته، أن مبادئ الجمعية المتمثلة في الاستقلالية والتخصص والتطوع ثم التشارك، هي مبادئ مسطرة، وفق سيرورة عمل جمعوي ينهل من أن التنمية الاجتماعية والخدمات الرعائية، ضرورة ملحة لتحقيق التكافل الاجتماعي، مضيفا أن كفالة اليتيم، التي أخذت الجمعية على عاتقها الالتزام بها، تتأسس على دعامات أبرزها الإيمان والمرجعية الإسلامية، والتكافل الاجتماعي والمواطنة، في توضيح منه أن الواجب إزاء اليتيم ليس منة أو تصدقا بل واجبا لا يمكن التغاضي عنه. من جهتها ذكرت ليلى فجاح، مديرة التسويق والتواصل الاجتماعي بجمعية السلام للإنماء الاجتماعي، في إفاداتها، أن المقصود باليتيم ليس الفقير لأن هناك يتيما غنيا، بل اليتيم ذاك الذي بحاجة ماسة إلى رعاية نفسية، والجمعية تعي مسؤوليتها في هذا الجانب، لهذا تحرص على أن تداوم على تكليف لجنة كفالة اليتيم، من أجل زيارات ميدانية لبعض القرى والأحياء بالمدن، لتحديد هذه الفئة، ومن ثمة استقبالها في الجمعية وخلق تواصل بينها وبين المحسنين، الذين يلتزمون بكفالة اليتيم. كما أوضحت فجاح أن بعض المحسنين قد يتكفلون بأكثر من يتيم واحد في الآن نفسه، وقد يكون هؤلاء من أسرة واحدة، لكن ذلك لا يجري إلا بعض تمحيص دقيق لوضعيتهم الاجتماعية التي يشترط فيها إثبات شهادة وفاة الأب وشهادة دخل الأسرة، مشيرة إلى أن استقبال اليتيم لا يكون إلا بناء على طلب الأسرة المعنية، أو أن الجمعية تكون بحاجة إلى من تكفلهم لتكلف لجنة بالتحري عنهم. وفي السياق ذاته، أكد نور الدين بنهيمة، المسؤول عن التواصل داخل لجنة اليوم العربي لليتيم أنه مادامت رعاية اليتيم ماديا ونفسيا هي واجب وطني، فإن الجمعية تسهر على أن تخلق جسور التواصل بين هذه الفئة والمحسنين، لتتشكل علاقة إنسانية طيبة بينهما، باعتبار أن المحسنين يتكفلون باليتيم بدءا من التتبع الصحي والنفسي وكذا التمدرس والأنشطة الموازية كالرحلات والأسفار، ما يوطد العلاقة بينهما على نحو يحفز اليتيم على تحقيق تطلعاته في الحياة بنظرة متفائلة. كما أجمع المتدخلون، خلال هذه التظاهرة أنه ليس هناك إحصائيات رسمية حول نسبة اليتم في المغرب، لكن حسب المندوبية السامية للتخطيط، هناك 11 في المائة من الأسر تديرها أرامل، منها 15 في المائة بالمدن، و6 في المائة في العالم القروي.