قدم واعظ القصر الرسولي، الذي قام بتشبيه غير مباشر بين الاتهامات الموجهة للبابا والكنيسة في فضائح الاعتداءات الجنسية على أطفال، و"معاداة السامية" اعتذاراته في صحيفة إيطالية، أمس الأحد. البابا يجري أحد الطقوس لمسح الذنوب (أ ف ب) وقال واعظ القصر الرسولي الأب، رانييرو كانتالاميسا، لصحيفة كورييري ديلا سيرا، الأوسع انتشارا، "إن صدمت بشكل خارج عن إرادتي حساسية اليهود وضحايا الاعتداءات الجنسية على الأطفال، فأنا آسف بكل صدق وأقدم اعتذاري مؤكدا من جديد تضامني معهم". وكان الأب كانتالاميسا، تلا أمام البابا مقطعا من رسالة "تضامن" إلى الحبر الأعظم والكنيسة قال إنه تلقاها من "صديق يهودي". وندد كاتب الرسالة كما تلاها الأب كانتالاميسا في نهاية عظة حول العنف بحق المرأة ب "الهجوم العنيف والمركز على الكنيسة والبابا"، معتبرا أن "استخدام الصورة النمطية ونقل المسؤولية والخطأ من الطابع الشخصي إلى الطابع الجماعي يذكروني بالجوانب المشينة لمعاداة السامية". وأكد الواعظ "أن البابا ليس مصدر إيحاء (بالعظة) لكنه استمع على غرار الآخرين للمرة الأولى للكلام الذي قلته". كما أكد أن "أحدا في الفاتيكان لم يدع أنه قرأ مسبقا نصوص عظاتي، ما اعتبره بمثابة دليل ثقة كبيرة". وأوضح أنه فكر بذكر رسالة "صديقه اليهودي" فقط لأنها "بدت له كشهادة تضامن تجاه البابا"، مضيفا أن "نيتي كانت ودية تماما وليست عدائية على الإطلاق". وعندما سألته كورييري ديلا سيرا عن هوية "الصديق اليهودي"، قال الأب كانتالاميسا إنه ايطالي متعلق كثيرا بدينه سمح لي بذكر اسمه... لكني لم أرغب في توريطه مباشرة والآن أكثر من أي وقت مضى". وتابع "لو تصورت للحظة أنني سأثير جدلا مثل هذا لما تحدثت" عن الرسالة، مشيرا إلى أن صديقه لم يكن يريد تشبيه عمليات الاضطهاد، التي تعرض لها اليهود بالاتهامات الموجهة إلى الكنيسة، بل بالأحرى انتقاد "وجود مسيحية مزيفة منتشرة في مجتمعنا الغربي". وواعظ الكرسي الرسولي مكلف بصياغة وتلاوة العظات في الفاتيكان، خلال فترة الصيام حتى عيد الفصح وخلال فترة أعياد الميلاد. والأب كانتالاميسا هو من الرهبان الكبوشيين، يحمل دكتوراه في اللاهوت ويشغل هذا المنصب منذ 1980. وألف كتبا عديدة دينية، وهو مقدم البرنامج الديني "على صورته" على المحطة التلفزيونية العامة الأولى الإيطالية "راي أونو".