كشف الكاتب الصحفي والناشط الجمعوي الجزائري أنور مالك عن وجود شبكات للدعارة المنظمة يتورط فيها ويستفيد منها بشكل متبادل انفصاليو "بوليساريو" وعناصر من الجيش الجزائري في مخيمات تندوف وتعكس معاناة المرأة الصحراوية في هذه المخيمات. وكشف الصحفي الجزائري, في مراسلة خاصة لجريدة (المنعطف) نشرتها اليوم الخميس, عن تفاصيل دقيقة وحقائق سرية للغاية نقلا عن شهود عيان "وقفوا على مآس يندى لها الجبين" عن الدعارة التي "تضرب عمق الصحراويين بتورط متبادل ومنتظم بين (بوليساريو) والنظام الجزائري" في مخيمات تندوف. وأبرز أنور مالك, نقلا عن اعترافات سجلت على ألسن عسكريين جزائريين خدموا في ثكنات تندوف وكانوا شهود عيان, أو حتى متورطين مباشرين في هذه القضية, أن هذه المخيمات حولت "لأوكار للدعارة المنظمة وسجون للتعذيب والاختطاف والحجز", إلى جانب (بوليساريو) التي تمارس سلطتها على المحتجزين في هذه المخيمات. وتشير إحدى الشهادات, التي أوردها, إلى وجود شبكات للدعارة المنظمة يرعاها بعض أفراد الجيش بمساعدة عناصر من (بوليساريو), بغية ""توريط عائلات المخيمات كلها في قضايا شرف تكون ورقة ضغط على كل من تسول له نفسه أن يفر من هذه المعسكرات نحو العيون أو مناطق أخرى, خاصة أن أغلب السكان متذمرون من ممارسات عصابات (بوليساريو) المنافية لكل الأعراف والتقاليد الصحراوية والإنسانية". كما تبرز شهادة أخرى الاستغلال الشنيع لظروف المخيمات من طرف شرطة (بوليساريو) التي تتعامل بصفة مباشرة مع ثكنات الجيش الجزائري في إطار صفقات مالية مع جزائريين للمتاجرة ببنات المخيمات, باستعمال أساليب مخيفة لتوريط الفتيات الصحراويات ... وأكد أنور مالك أن هذه الدعارة المنظمة يتورط فيها عناصر من شرطة (البوليساريو) الذين وجدوا فيها مصدرا للربح الوفير في ظل الظروف المتدهورة التي تعيشها عائلات مخيمات تندوف وأن أغلب المستفيدين منها هم العسكريون الجزائريون الذين يعملون بعيدا عن أهاليهم وتتناثر ثكناتهم في أعماق الصحراء. وأضاف أن أغلب الفتيات المترددات على دور الدعارة المفتوحة على مدار الساعة هناك هن من الصحراويات, خاصة المطلقات منهن واللواتي يشكلن الأغلبية في صفوف نساء المخيمات بسبب الظروف الاجتماعية. من جهة أخرى, أشار الناشط الجزائري إلى أن الحياة تمضي بوتيرة قاسية في "مخيمات اصطلح على تسميتها زورا بمخيمات "اللاجئين الصحراويين" لتستمر المآسي الإنسانية لعشرات الآلاف من المواطنين الصحراويين المغاربة المحتجزين هناك, الذين ينتظرون مصيرهم ويتطلعون للعودة إلى وطنهم الأم, في انتظار أن يتم الحسم في الخيارات المطروحة لحل مشكلتهم.