قدمت رئيسة المهرجان الدولي لفيلم الطالب، وفاء بورقادي، مساء الأربعاء المنصرم، في مسرح محمد السادس بالدارالبيضاء، في كلمة دشنت بها سهرة افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان الدولي لفيلم الطالب، أهم المحاور المخصصة لهذه الدورة، التي تنظم تحت شعار "إبداع وتفاعل"، وبمشاركة 24 دولة.عبد الرحمن رحول، الرئيس الشرفي للمهرجان وقالت إن هذا الحدث السينمائي يتعزز بحضور أسماء وازنة تنتمي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا، رأت في هذا المهرجان مدخلا لتبادل الأفكار والحوار الحضاري، وأشادت بالمخرجين الأمريكيين والأوروبيين، والمبدعين بمختلف هوياتهم وانتماءاتهم، فضلا عن المتنافسين على جوائز المهرجان، إلى جانب المخرجين المغاربة الطلبة، الذين بدأوا يرسخون وجودهم الفعلي على مستوى الصورة، وكذا الفنانين التشكيليين، الذين التأموا في تجربة جماعية احتضنها معرض" ترابطات". من جهتها، قالت مديرة التصوير الرقمي بأمريكا، بيجي سوترلاند، أثناء حضورها حفل الافتتاح، إن مثل هذه المهرجانات تشكل فضاء للتكوين والتكوين المستمر، وفضاء يستمد قوته من الرهان على المستقبل، من خلال تحفيز الطلبة المبدعين على المزيد من العطاء والتجديد، بينما أكدت المخرجة والمنتجة الأمريكية، كاتي لانس، ضيفة شرف المهرجان الدولي لفيلم الطالب، أن مثل هذه المهرجانات تعتبر مدخلا للحوار الحضاري بين الذات والآخر، خارج كل الحدود الجغرافية والإقليمية والعرقية. وأبرزت في تصريح ل"المغربية" أن الفن يوحد بين الشعوب والأمم. وأضافت لانس، خلال حضورها حفل الافتتاح، أنها سعيدة بالمشاركة في هذا المهرجان، الذي يلعب دورا أساسيا في ترسيخ ثقافة الحوار والتسامح، وهو مناسبة للتعرف على إنتاجات الطلبة الشباب، الذين يقدمون أعمالا إبداعية طموحة، تحمل كل مؤشرات القوة والنجاح. وفي السياق ذاته، أبرز الفنان الألماني، جيرار كوتي، مدى المكانة التي تكتسيها مثل هذه اللقاءات الثقافية في عصر الصورة، إذ تتقلص الهوة بين الشعوب والأمم، احتفالا بالفن الحر والمستقل، الذي يخدم القيمة الإنسانية الكونية. كما دعا وائل صابر، رئيس قسم التصوير بالمعهد العالي للسينما بمصر، في تصريح مماثل، إلى ضرورة مد جسور التواصل والحوار بين ثقافات العالم، اعتمادا على كل أشكال التعبير الفني المنفتح على الآخر، وأضاف في السياق ذاته أنه معجب بقيمة الأعمال الفنية، التي قدمها الطلبة الباحثون، برسم الدورة السابقة من المهرجان الدولي لفيلم الطالب، وهي دليل قاطع على أن مستقبل السينما العربية رهين بالشباب الواعد. من جهة أخرى، أعربت الفنانة الألمانية، التي تعيش بفرنسا، باتريسيا مونس، عن تقديرها الكبير للإبداعات التشكيلية الموازية للمهرجان، المتسمة بالعمق في الإعداد وبسلاسة في الإنجاز، هاجسها الأول والأخير، الإفصاح عن رؤية جمالية ومعرفية للعالم المحيط بها، بعيدا عن كل أساليب التسويف التي تهيمن على مجتمعنا الاستهلاكي، فيما أفصح فريدريك غلمان، مدير مؤسسة "إيبي سوفت"، عن مدى تثمينه لهذه التظاهرة السينمائية من نوعها داخل المغرب وخارجه، لأنها تستثمر في الموارد البشرية الصاعدة، التي تلعب دورا كبيرا في تنمية أساليب التكنولوجيا الجديدة، وآليات فيلم التحريك، ولعب الفيديو. وأبدى الرئيس الشرفي لهذه الدورة، الفنان المغربي عبد الرحمان رحول، استعدادا للمساهمة من موقعه كمدير لمدرسة الفنون الجميلة بالدارالبيضاء، في الدفع بهذه التجارب الشبابية إلى الأمام، كما أبرز أن المهرجان يعد حلقة وصل بين الطلبة والمخرجين العالميين والمبدعين التشكيليين، بمختلف أساليبهم التعبيرية. وتميز حفل الافتتاح بكلمة مؤسسة "إيبي سوفت" المتخصصة في مستجدات أفلام التحريك والفيديو. ومن أقوى لحظات افتتاح الدورة الثالثة، التي تتواصل إلى اليوم السبت، عرض "فيديو كليب" يوثق لتجربة موسيقية لشباب يتطلعون إلى المستقبل من تأطير الفنانة روتروباب، والفنان جيرارد كوتي، كما جرى عرض فني للملابس التاريخية من إعداد وتقديم مؤسسة "إي أش بي" للفن والإعلام، وتخللت سهرة الافتتاح عرض الأفلام الروائية والتوثيقية، وأفلام التحريك المتوجة، برسم الدورة الثانية، إلى جانب افتتاح معرض" ترابطات".