استهل كريستوفر روس، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، المكلف بقضية الصحراء، جولته إلى المنطقة، من المغرب، إذ حل، أول أمس الأربعاء، بالرباط.وحسب مكتب المتحدث باسم الأممالمتحدة بنيويورك، فإن زيارة روس ستستمر إلى غاية 25 مارس الجاري، وستشمل مخيمات تندوف، ونواكشوط، والجزائر العاصمة، ومن المتوقع أن يجتمع مبعوث الأممالمتحدة المكلف بقضية الصحراء، بمسؤولين مغاربة، ومسؤولين ب"البوليساريو"، إضافة إلى جزائريين، وموريتانيين. وتأتي جولة روس بعد مضي شهر على الاجتماع الثاني غير الرسمي، الذي ضم أطراف النزاع، في 10 و11 فبراير المنصرم، بأرمونك، في الولاياتالمتحدة الأميركية، وهو اللقاء الذي لم يخلص إلى نتيجة بشأن تحديد موعد اللقاء المقبل. وكان وفد "البوليساريو" أصر على تمضية وقت النقاش حول مخطط الاستفتاء، الذي يعتبر، بحكم قرارات مجلس الأمن، خاصة القرارين 1813 (2008)، و1871 (2009)، متجاوزا، وأن الأطراف أصبحت مدعوة إلى الدخول في مفاوضات مكثفة وجوهرية. كما أصر وفد "البوليساريو"، مدعوما من الوفد الجزائري، على اللعب بورقة حقوق الإنسان، وتحريكها في محاولة لمضايقة المغرب، والتشويش على مقترح الحكم الذاتي، وإثارة انتباه الأممالمتحدة إلى ما تزعمه "البوليساريو" من "خروقات" في الصحراء المغربية، وجر بعثة المينورسو إلى توليه ملف حقوق الإنسان في المدن الصحراوية المغربية، وهو ما اعتبره روس مقترحا يمكن أن يقابله طلب المغرب بتفويت ملف حقوق الإنسان في المخيمات في تندوف ولحمادة إلى الأممالمتحدة، الأمر، الذي يخيف كلا من "البوليساريو" والجزائر. من جهته، كان الوفد المغربي دافع عن مقترح الحكم الذاتي، معتبرا إياه أقصى ما يمكن للمغرب أن يقدمه، بعد أن حظي بتأييد إقليمي ودولي، ويشكل سابقة سياسية في المنطقة، من خلال تسوية واقعية وقابلة للتطبيق، من شأنها أن تحقق السلم والاستقرار لبلدان اتحاد المغرب العربي الخمسة، وتساعد على تحقيق التقدم والرخاء لسكانه. وكان روس، بعد أسبوع واحد عن اجتماع أرمونك، أحاط مجلس بأجواء اللقاء، وتلقى دعم الأعضاء ال15، الذين أعربوا بالإجماع عن دعمهم للمبعوث الشخصي في مهمته من أجل إيجاد حل سياسي، عادل ودائم ومقبول من لدن الأطراف، وطالبوا بتعزيز تدابير الثقة. وتتزامن جولة روس الحالية مع رسالة وجهتها أغلبية مكونة من الديمقراطيين والجمهوريين، في الكونغرس، أول أمس الأربعاء، إلى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يدعمون فيها مقترح الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب، ويؤكدون أن مصلحة أميركا تقتضي إنهاء النزاع في الصحراء، لأنه أصبح يشكل منفذا لتطور الأعمال الإرهابية في المنطقة، واختطاف الرهائن.