صدم محمد الأمين خطاري، الصحافي الموريتاني المقيم بإسبانيا، من هول الاعتداء الوحشي عليه من طرف عناصر البوليساريو، أثناء أداء عمله في تغطية أشغال القمة المغربية مع الاتحاد الأوروبي، السبت الماضي، في غرناطة الإسبانية.وقال إن "ثقافة الانفصال والاعتداء مازالت حاضرة في أذهان كثيرين، وتسببت في حروب، وفي إنهاك الدول، وتقف أمام بناء المغرب العربي، وتعيق مشاريع التنمية في المنطقة المغاربية". وأضاف خطاري، في روايته تفاصيل الاعتداء، قوله "تعلمت في التربية الوطنية رفع العلم، ولم أكن أعرف أن دروس الضرب بالعلم هي تطبيق متجذر في ثقافة خريجي المخيمات"، مبرزا أن عصي الأعلام، التي كانوا يرفعونها، بالإضافة إلى الركل في جميع أنحاء جسمه، كانت أداة العنف، الذي تعرض له رفقة مصور صحافي إسباني، كان يرافقه. وفي تصريح، عقب تعرضه للعنف، أوضح خطاري أنه، بعد أن أنهى عمله رفقة زميله المصور الإسباني، أنريكي منيانو، في تغطية أشغال المؤتمر الصحفي للوزير الأول، عباس الفاسي، ورئيس الوزراء الإسباني، خوسي لويس ثاباتيرو، أخبر من طرف مراسلة لجريدة "لارثون" الإسبانية، تدعى ماكرينا كوتير، أنه، على الجانب الآخر من مقر المؤتمر توجد مظاهرة لعناصر تسعى إلى عرقلة التقارب المغربي الأوروبي، فانتقل، رفقة المصور الإسباني إلى عين المكان، لتقديم صورة متكاملة عن الأحداث، إلا أن ما كان ينتظره كان أكبر من تغطية إعلامية لتظاهرة اعتقد أنها سلمية. وقال خطاري لوكالة الأنباء الموريتانية "لم يخامرني أدنى شك حول احتمال تعرضي لمضايقات، كنت أعتقد أنني سأقابل بالعناق والسلام على الطريقة الصحرواية، التي افتقدتها منذ غادرت وطني الأم موريتانيا، لكن حساباتي لم تكن دقيقة، كانت تسود المتظاهرين حالة من الاحتقان والغضب، مازلت حتى اللحظة أبحث لها عن تفسير مناسب". وأضاف "شرع بعض المتظاهرين في استجوابي عن هويتي بطريقة بوليسية أغضبت زميلي المصور الإسباني، الذي طلب مني عدم الرد على أسئلتهم، لكنني قبلت التعاطي معهم في محاولة لتفادي الأسوأ، وتحدثت بلهجة حسانية واضحة، وشرحت سبب وجودي، ومع من أعمل، وعندها صرخ في وجهي أحد المتظاهرين قائلا: لماذا تحمل صورة العلم المغربي في بطاقتك؟ أجبته أن عليه أن يستفسر عن ذلك من الحكومة الإسبانية، التي سلمتنا هذه البطاقات لتغطية المؤتمر، وعندها، بدأ الحشد في الشتائم والصراخ، وهم يقولون: إنها أساليب الموريتانيين الحقيرة، إنهم عملاء المغرب، اضربوهم، اقتلوهم. كانت تلك آخر الكلمات، قبل أن تنهال علي وعلى المصور اللكمات من كل النواحي". وأشار خطاري إلى أن عناصر البوليساريو كانت تردد شعارات انفصالية، وتحمل أعلاما، استعملت عصيها في الاعتداء عليه رفقة المصور الصحافي الإسباني. وقال "لولا تدخل الشرطة الإسبانية، لتحولنا إلى رقم جديد في حصيلة قتلى الموريتانيين، الذين جرت تصفيتهم على أيدي عناصر البوليساريو في سبعينيات القرن الماضي، أثناء نشوب الحرب في الصحراء". وأعرب خطاري عن صدمته من درجة الجهل واللاوعي اللذين قوبل بهما من طرف المتظاهرين.