التقطت سائحة إفريقية صورة تذكارية لملتقى شارعي الزرقطوني والمسيرة، بالدارالبيضاء، الجمعة الماضي، وهو يعج بالسيارات والدراجات النارية. وتزامن التقاط السائحة لصور تذكارية لهذا الملتقى مع اليوم الأول من تنفيذ قرار اتخذته ولاية جهة الدارالبيضاء، ومجلس المدينة وولاية الأمن، بإحداث تغييرات في حركة السير والجولان بشارعي المسيرة الخضراء، والزرقطوني، وزنقة موسى بن نصير، وزنقة أبو داوود الظاهري، بمبرر الأشغال الجارية في العديد من شوارع المدينة. ويشكل هذا الملتقى لوحده نموذجا لما تشهده العديد من الملتقيات الطرقية في الدارالبيضاء، ويعتبر، حسب متتبعين للشأن المحلي في الدارالبيضاء، المركز الجديد للمدينة، إذ استطاع، في ظرف قياسي، أن يسرق الأضواء من أهم شوارع المدينة، كالجيش الملكي، ومحمد الخامس، والحسن الثاني، خاصة بعد إعادة هيكلته، قبل شهور. وكانت الساعات الأولى من تنفيذ هذا القرار امتحانا عسيرا لعدد من رجال الأمن، الذين توزعوا في أهم نقاط الملتقى، في محاولة لضبط عملية السير والجولان، وإقناع المواطنين بالتغيرات في حركة السير بهذه المنطقة. ومن أبرز ما ركزت عليها هذه الخطة الجديدة، أن السائقين، القادمين من زنقة موسى بن نصير في اتجاه شارع المسيرة ، أصبحوا مضطرين لتغيير الاتجاه عبر زنقة طيوفيل غوتي، إن هم أرادوا إتمام سيرهم نحو هذا الشارع، من أجل التخفيف من حدة الاكتظاظ، الذي يعرفه ملتقى المسيرة والزرقطوني، الأمر الذي لم يستسغه أحد المواطنين في بداية الأمر، إذ لم يكن على علم بوقوع تغيير في حركة السير بهذه المنطقة. وقال هذا المواطن مخاطبا رجل أمن "راه هاذ الزنقة أنتردي" (اتجاه ممنوع)، فرد عليه رجل الأمن ساخرا "غير زيد أخويا، راه حنا حلينها على قبلك، حيث عرفناك دايز من هنا". وأكد مصدر ل"المغربية" أن هذه الخطة الطرقية الجديدة تدخل ضمن المخطط الجزئي لحركة السير والجولان، الذي أملته الأشغال الجارية في العديد من شوارع المدينة. وأضاف المصدر أن حركة السير بالدارالبيضاء ستشهد تغيرات عدة في الشهور المقبلة. لكن هل يمكن لمثل هذه الخطط أن تخفف من حدة حركة السير والجولان؟ الأمر ليس بهذه السهولة، إذ رغم التغيرات، التي تبنتها السلطات العمومية في هذه المنطقة الطرقية، فإن ذلك لم يكن كافيا لتحرير حركة السير بشارعي المسيرة والزرقطوني، اللذين ظلت بهما الحركة مزدحمة، ما اضطر عددا من رجال الأمن إلى التحرك يمينا وشمالا، لعلهم يحررونها في لحظة لا تعتبر من أوقات الذروة (الحادية عشرة صباحا من يوم الجمعة الماضي). وإذا كانت السلطات في الدارالبيضاء حاولت أن تبحث عن طرق جديدة للتخفيف من حدة الاكتظاظ في هذه المنطقة، فإن هناك رأيا آخر يعتبر أنه لابد من التفكير في حلول أكثر فعالية للتحكم أكثر في مثل هذه الملتقيات.