أجلت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، أول أمس الأربعاء، النظر في جلسة محاكمة (م.أ ب)، 19 عاما، التلميذ المتهم بمحاولة قتل زميلته في الدراسة بثانوية ليوطي بالبيضاء، إلى 14 أبريل المقبل. واتخذت هيئة الحكم قرار التأجيل، بعد تسجيل حضور المتهم، المتابع في حالة اعتقال، من أجل استدعاء الشهود، الذين تخلفوا عن الحضور. وقالت مصادر مقربة من القضية ل"المغربية" إن المتهم، الذي كان يدرس بمستوى البكالوريا، أثناء ارتكابه الجريمة في يونيو 2008، والمعروف بين زملائه بلقب "مومو"، مازال يتابع دراسته داخل الإصلاحية، وأنه مجتهد، مضيفة أنه اجتاز امتحانات الباكلوريا بتفوق، ما مكنه من الحصول على منحة لمتابعة دراسته في إحدى الجامعات الفرنسية، ولم يستفد من هذه المنحة أي طالب مغربي، منذ 20 عاما. وأشارت المصادر إلى أن المحكمة أخضعت المتهم للخبرة الطبية، وأدرج الطبيب، الذي تابع حالته، تقريرا طبيا، يبين أن المتهم يعاني حالة نفسية يصاب خلالها بفترات من الجنون المتقطع، يجعله لا يتحكم في سلوكه، ويقدم على أفعال دون وعي. وأكدت المصادر نفسها أن التلميذة الضحية (ه.ل)، تتابع دراستها حاليا في فرنسا، ويحضر والدها نيابة عنها جلسات المحاكمة، بصفته مطالبا بالحق المدني. وكانت عناصر الشرطة القضائية لأمن أنفا بولاية الأمن بالدارالبيضاء، أحالت التلميذ المتهم على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف، في يونيو 2008، وتابعته بتهمة "محاولة القتل العمد، مع سبق الإصرار والترصد". وأمر الوكيل العام بإيداعه الإصلاحية، وإحالته على قاضي التحقيق. وتعتبر جلسة، أول أمس الأربعاء، رابع جلسة ينظر فيها في القضية، بعد تأجيلها للأسباب ذاتها. وكانت مصادر أمنية أكدت، عقب الحادث، أنه تبين، من خلال التحقيق مع التلميذ المتهم، أنه يعاني إضرابات نفسية، وتابع علاجه في إحدى المصحات الخاصة بالأمراض النفسية والعصبية، مضيفة أن المتهم، أقر خلال التحقيق معه، بمحاولته قتل زميلته، التي كانت تدرس في المستوى نفسه، بسبب "حب جنوني من طرف واحد". واعترف أنه ترصد لها أمام ثانوية ليوطي، حيث كانا يدرسان معا، عشية يوم الحادث، الذي تزامن مع الإعلان عن نتائج الدورة العادية لامتحانات البكالوريا، وتهجم عليها أثناء وقوفها مع زميلاتها، فأمسكها من شعرها وجرها إلى الخلف بقوة، قبل أن ينهال عليها بطعنات عدة، بسلاح أبيض (ترانشوار)، ويصيبها بجروح في العنق، والخد الأيمن، والأذن اليمنى، والذقن والذراع الأيسر، نقلت على إثرها إلى مصحة خاصة لتلقي العلاج.