قالت وزارة الداخلية الأفغانية، أمس الاثنين، إن أزيد من 25 مدنياً قتلوا، أول أمس الأحد، جراء قصف جوي نفذته طائرة حربية تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مستهدفة قافلة في إقليم أورزوغان في جنوبي أفغانستان.إذ أعلن المتحدث باسم الداخلية الأفغانية، زيماري بيشاري، أن الهجوم الذي استهدف القافلة المدنية، المؤلفة من ثلاث سيارات كانت في طريقها من إقليم قندهار إلى أورزوغان، أدى إلى مقتل 27 شخصاً، وإصابة 14 آخرين بجروح. وأكد الناتو أن قواته قصفت الأحد، مجموعة من السيارات، معتقدة أنها كانت تقل مسلحين. وجاء في بيان للقوات الأميركية أنه عندما وصلت القوات البرية إلى منطقة الحادث تبين أن السيارات كانت تقل نساء وأطفالاً، غير أن البيان لم يذكر عدد القتلى أو الجرحى. وقالت قوات المساعدة الدولية لأفغانستان التابعة لحلف الناتو "إيساف" إنها أمرت بفتح تحقيق فوري في الحادث. وقال قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال ستانلي مكريستال، الذي تحدث مع الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، للتعبير عن أسفه للحادث "إننا نشعر بحزن عميق، جراء الخسارة المأساوية في أرواح الأبرياء". وأضاف مكريستال "لقد أوضحت لقواتنا أننا هنا (أفغانستان) لحماية الشعب الأفغاني، وأن قتل أو إصابة مدنيين يقوض الثقة بمهمتنا.. سوف نعمل على مضاعفة جهودنا من أجل استعادة الثقة". يشار إلى أن تزايد أعداد الضحايا المدنيين على أيدي القوات الأميركية وقوات الناتو أدت إلى زعزعة العلاقات بين أفغانستان والولايات المتحدة. على أن هذه الأعداد تراجعت في الشهور الأخيرة، وتحديداً منذ تولى مكريستال قيادة القوات الأميركية في أفغانستان. وكان الرابع عشر من الشهر الجاري شهد مقتل 12 مدنياً أفغانياً قتلوا بقصف صاروخي،أثناء عملية "مشترك" التي تنفذها الناتو في هلمند. وعبر مكريستال عن أسفه لسقوط المدنيين، وقال "نحن آسفون حقا لهذه الخسارة في الأرواح.. لقد كان هدف العملية في إقليم هلمند هو إحلال الأمن والاستقرار.. ومن المؤسف أن يذهب الأبرياء ضحايا لذلك". وكان الصاروخان يستهدفان مجمعا للمباني يستخدمه مقاتلو طالبان، وفقا لما قاله بيان "إيساف" الذي أشار إلى أن الصاروخين ضلا طريقهما وضربا موقعاً بعيداً عن الهدف بنحو 300 متر، في منطقة "ند علي" في إقليم هلمند، حيث تدور العملية العسكرية. من جهة أخرى، حذّر قائد القيادة الأميركية الوسطى، الجنرال ديفيد بتريوس، من إمكانية تعرض القوات الدولية المشاركة في العمليات ضد حركة طالبان لخسائر كبيرة، مع دخول المواجهات في مدينة "مرجة" والمناطق المحيطة بها بولاية "هلمند" أسبوعها الثاني. وقال بتريوس إن الخسائر قد تكون مماثلة لما فقده الجيش الأميركي، بعد زيادة وحداته في العراق عام 2007، في إشارة منه إلى إمكانية وقوع أكثر من ألف قتيل، لكنه شدد على أهمية المهمة الملقاة على عاتق القوات الدولية في ضمان عدم تحويل أفغانستان مجدداً إلى ملجأ للتنظيمات المتشددة. وأقر بتريوس، في لقاء مع شبكة NBC، بقوة المقاومة التي تبديها حركة طالبان قائلاً إن المسلحين المتشددين كانوا أقوياء في العراق وهم كذلك في أفغانستان. وأضاف "الحقيقة هي أن المهمة صعبة.. ولكننا نوجد في أفغانستان لسبب مهم ولا يجب علينا أن ننساه.. نحن هناك بهدف ضمان عدم تحولها إلى مقر يمكن منه تنفيذ هجمات على غرار الحادي عشر من سبتمبر 2001". ورأى الجنرال الأميركي أن مقاومة حركة طالبان "طبيعية" بسبب سعي القوات الدولية، ومعها وحدات من الجيش الأفغاني إلى انتزاع معاقلها من قبضتها، لكنه أشار إلى أن المجموعات التابعة للحركة باتت اليوم "أكثر انفصالا عن بعضها" تحت ضغط الهجمات. وتوقع بتريوس أن تبدي طالبان مقاومة مماثلة في كل المناطق التي ستستهدفها العمليات الدولية، بعد الانتهاء من السيطرة على مرجة. واعتبر بتريوس أن ما يجري في هلمند، حالياً، لا يمثل سوى مقدمة للعمليات العسكرية التي ستستمر طوال عام أو عام ونصف العام لضرب طالبان، بعد وصول الإمدادات العسكرية التي أرسلتها واشنطن إلى ذلك البلد، لكنه أشار إلى أن النتائج على الأرض تظهر بشكل متسارع، مع سقوط رموز من الحركة واعتقال قيادات فيها.