أعلن مسؤولون حكوميون أفغان، أمس الأربعاء، أن مسلحي حركة طالبان هاجموا أحد أحياء إقليم قندوز بشمال أفغانستان, ما أسفر عن مقتل أربعة من ضباط الشرطة . وأوضح شيخ شهدي الرئيس الإداري لحي داشت أرشي في إقليم قندوز أن مسلحي حركة طالبان فروا من المنطقة قبل أن يجري نشر التعزيزات مشيرا إلى أن الشرطة أوقعت خسائر بشرية في حركة طالبان. وفي سياق متصل قتل تسعة مدنيين وأربعة جنود أفغان و12 عنصرا من حركة طالبان أول أمس الثلاثاء في انفجار قنابل يدوية الصنع ومواجهات في أنحاء متفرقة جنوبأفغانستان. ووقعت اشتباكات عنيفة الاثنين الماضي، بين القوات الأفغانية والدولية من جهة ومسلحي طالبان من جهة ثانية في المناطق الجبلية النائية الواقعة شرقي البلاد، ما أدى إلى وقوع خسائر في الأرواح بين الجانبين، وفقاً لما ذكرته مصادر محلية وأخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي. إذ قال مسؤولون أفغان إن تسعة من مقاتلي طالبان قتلوا خلال الاشتباكات في منطقة "أجريستان" بمحافظة غزني، بينما قتل ثلاثة عناصر القوات الأفغانية واثنان من رجال الشرطة الأفغان، بحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، الجنرال محمد ظاهر عظيمي. وقال مسؤول في الشرطة الأفغانية إن ثلاثة جنود بولنديين قتلوا وخطف رابع. وأكد المتحدث باسم قوات المساعدة الدولية "إيساف" التابع لحلف الناتو وقوع الاشتباكات في المنطقة المذكورة غير أنه لم يحدد وقوع خسائر بين عناصر القوات الدولية مشيراً إلى أنه يجري التحقق من تلك الأنباء. وفي وقت لاحق، أكدت "إيساف" مقتل عنصر في الناتو في المنطقة المذكورة، مشيرة إلى أن مقتله جاء نتيجة اشتباك مع مسلحين أثناء قيامه بدورية في المنطقة. ورغم مرور قرابة ثماني سنوات على الحرب في أفغانستان والإطاحة بنظام طالبان فيها، فإن الحرب ضد مسلحي طالبان باتت أكثر دموية خلال الشهور الأخيرة. فقد ارتفعت خسائر القوات الأميركية وحلف الناتو أخيراً، إذ لقي نحو 75 جندياً مصرعهم خلال شهر يوليوز الماضي، ما جعله الشهر الأكثر دموية للقوات الدولية في أفغانستان، وذلك منذ الغزو في أكتوبر عام 2001. وبلغت نسبة القتلى من المدنيين الأفغان خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي حوالي 24 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب الأرقام الصادرة عن الأممالمتحدة. ومع أن القوات الأميركية والدولية نجحت في الإطاحة بطالبان، وقلصت نفوذها في السنوات الأولى للحرب، إلا أن المسلحين الذين ينتمون للحركة عادوا وسيطروا على عدد من المواقع وتحديداً في المناطق الشمالية، مثل قندوز وباغلان. كذلك عاد المسلحون لملء الفراغ الذي خلفته الحكومة الأفغانية المدعومة من الدول الغربية، وذلك بسبب الفساد الذي استشرى في أركانها، وبات قضاة يدعمون حركة طالبان يمارسون دورهم ونفوذهم على بعد نحو 20 ميلاً من العاصمة كابول. وفي العشرين من غشت الجاري، سيتوجه الناخبون الأفغان إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد، في ثاني انتخابات رئاسية منذ الإطاحة بنظام طالبان. ويلقي مرشحو المعارضة بمسؤولية عودة انتشار وازدهار حركة طالبان على الفساد المستشري في النظام الحالي، وتحديداً على الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي. وأشار المرشح المعارض ووزير الخارجية الأفغاني السابق، عبد الله عبد الله، إلى أن كرزاي فشل في الحصول على دعم الشعب، الأمر الذي أدى إلى تردي الأمن في كافة مناحي الحياة في أفغانستان.