أكدت ثلاثة مصادر طالبانية لCNN، أمس الثلاثاء، وفاة زعيم "طالبان الباكستانية"، حكيم الله محسود، وهو الأمر الذي يناقض ما جاء من تأكيد على لسان الناطق باسم الحركة بأن محسود ما يزال حيا يرزق ويقود مقاتليه من أحد المخابئردا على تقارير باكستانية زعمت مقتله في غارة لطائرة أميركية دون طيار الشهر الماضي. وأوضحت تلك المصادر أن محسود لقي حتفه قرب مدينة "ملتان" بينما كان في طريقه لعيادة طبية في "كراتشي"، دون أن تكشف (المصادر) عن أسباب توجهه للمركز الطبي. ويناقض نبأ مقتل حسود تصريحات أدلى بها عظيم طارق المتحدث باسم "طالبان" الباكستانية لشبكة CNN الخميس الماضي، مؤكداً أن زعيم الحركة على قيد الحياة ويقود الحركة من أحد المخابئ". وقال طارق "إن حكيم الله محسود على قيد الحياة وما يزال زعيمنا وقائد المجاهدين.. وكل التقارير عن مقتله مجرد حرب إعلامية،" لافتا إلى أن "محسود موجود في أحد المخابئ بسبب استهدافه من قبل الولاياتالمتحدة". والأسبوع الماضي، قال الجيش الباكستاني إنه يحقق في مدى صحة التقارير التي نقلها التلفزيون الرسمي حول مقتل محسود. وقال حينها الناطق الرسمي باسم الجيش، العميد آثار عباس لCNN، إن قيادة الجيش "لم تتمكن بعد من تأكيد هذه المعلومات،" في وقت نقلت قناة PTV أن محسود جرح بغارة نفذتها طائرة من دون طيار، يعتقد أنها أميركية، قبل شهر، وقضى متأثراً بجروحه وجرى دفنه. من جهته، قال وزير الداخلية الباكستاني، رحمن مالك، لCNN، إن وزارته تلقت بدورها تقارير حول مقتل محسود، لكنها غير قادرة على تأكيدها حتى اللحظة، وقد أدلت مصادر استخباراتية أميركية بمعلومات مماثلة. يذكر أن مصير محسود كان مدار جدل طوال الفترة الماضية، بعد أن أشارت تقارير إلى أنه كان هدفاً لغارتين من طائرات تعمل دون طيار. وسبق أن أعلنت مصادر أمنية مقتل محسود مطلع العام، غير أن حركة طالبان فندت تلك التقارير في 16 من يناير المنصرم، بتسجيل صوتي لزعيمها، تحدث فيه عن محاولة "إضعاف معنويات الحركة" باستخدام وسائل الإعلام. وقال التسجيل "في الوقت الحالي، وسائل الإعلام أيضاً جزء من هذه الحرب..العدو ومن خلال الإعلام يسعى لتحطيم معنويات طالبان.. ففي بعض الأحيان يدعون استشهاد حكيم الله، وفي أحيان أخرى يقولون إننا أنهينا عملية جنوب وزيرستان.. وهذا لن يحدث أبدا". ووصل حكيم الله محسود إلى قيادة طالبان بعد مقتل زعيم الحركة السابق في باكستان، بيت الله محسود، إثر غارة استهدفته مطلع غشت 2009، علماً أن الاثنين لا تربطهما صلة قرابة. من جهة أخرى، قالت الشرطة الباكستانية, إنها اعتقلت ستة أشخاص, من بينهم انتحاري, يشتبه في أنهم كانوا يخططون لمهاجمة فندق وقتل أميركيين. وقال ذو الفقار حميد المسؤول في الشرطة, في مؤتمر صحفي, إن الشرطة عثرت على سترة مليئة بالمتفجرات وتحتوي على26 قنبلة يدوية معدة لشن هجوم انتحاري, خلال العملية التي جرت في لاهور, ثاني أكبر المدن الباكستانية. وتعلن الشرطة الباكستانية من وقت لآخر عن إحباط هجمات من هذا النوع, خاصة في كراتشي, لكنها نادرا ما تكشف عن تفاصيل مثل هذه العمليات. وجرى عرض المشتبه بهم الستة في المؤتمر الصحافي وكانوا يرتدون أقنعة سوداء لمنع التعرف عليهم. وقال حميد إن "هدفهم كان فندق بيرل كونتيننتال حيث يقيم بعض الأميركيين", مضيفا أن خمسة منهم كانوا سيفجرون قنابل يدوية, على أن يفجر الانتحاري السادس نفسه في خضم حالة الذعر التي كانت ستعم الفندق.