خاض فريقا النادي القنيطري والرجاء البيضاوي مباراة الجولة 17 من بطولة قسم الصفوة وهما يعيشان وضعين مختلفين، فبينما يتخبط النادي القنيطري في أزمة نتائج خانقة، ولم تعد تفصله عن صاحب المصباح الأحمر، شباب المسيرة، سوى خمس نقاط، يواصل الرجاء حصد التألق في الجولات الأخيرةما مكنه من الاقتراب أكثر من غريمه التقليدي، متزعم البطولة، الوداد البيضاوي، بفضل فوزه الكبير والمستحق، في قلب الملعب البلدي بالقنيطرة بثلاثة أهداف دون رد، أحرز منها المهاجم الواعد ياسين الصالحي هدفين في الشوط الأول، في الدقيقتين 20 و41، قبل أن يختم محسن متولي الثلاثية في الدقيقة 66. ورغم التباين الكبير في وضعية الطرفين، فإن مباريات الكاك والرجاء تحظى دوما باهتمام خاص، وتشد إليها أنظار جمهور غفير من عشاق اللون الأخضر. فكان جمهور "حلالة بويز" حاضرا بكل ثقله، وحل أنصار الرجاء بالمئات ضيوفا على الملعب البلدي، لتأثيث المدرجات، وتقديم أطباق المتعة، وحسب الأرقام التي توصلنا بها بعد نهاية المباراة، فاق عدد الجمهور الحاضر 15 ألف متفرج، وهو رقم قياسي جديد هذا الموسم. استهل الكاك الذي دخل المباراة بتغييرات جديدة في تركيبته البشرية، وخطة اللعب، المعتمدة من طرف المدرب أوسكار فيلوني، بتوظيف الرباعي أكوجيل، العائد من التوقيف، والعميد برواس، والبكاري والحافظي، اللذين عززا صفوف الفريق في الفترة الشتوية، الأول من الكوكب، والثاني من جمعية سلا، في خط الدفاع، بينما لعب أبرباش، والأندلوسي، وكوليبالي، المعار من الوداد، وخربوش، في وسط الميدان، وشكل برابح والعروي، وحدهما خط الهجوم. وكاد الكاك أن يفتتح حصة التهديف في مناسبتين، الأولى في الدقيقة الخامسة بواسطة برابح، الذي سدد جانبا، والثانية في الدقيقة العاشرة عبر الأندلسي، الذي ضيع ببشاعة، فكان ذلك بمثابة إنذار مبكر للفريق الرجاوي، الذي فطن لاعبوه للخطورة، فتقدموا لملء وسط الميدان، والاعتماد على المرتدات السريعة، التي أعطت أكلها في الدقيقة 20، بواسطة ياسين الصالحي، الذي استعرض فنياته العالية، وتخلص من ثلاثة مدافعين، قبل هزم الحارس زهير لعروبي. وقبل نهاية الشوط الأول بأربع دقائق، تمكن اللاعب الصالحي، مرة ثانية، من إضافة الهدف الثاني، إثر خطأ فادح من المدافع الحافظي، الذي تلقى سيلا من السب والشتم من طرف الجمهور القنيطري، خاصة أنه تسبب في استقبال شباك لعروبي هدفا أمام فريق وداد فاس في الجولة الماضية. وفي الشوط الثاني، ورغم التغييرات، التي أحدثها أوسكار، حين استعان بخدمات اللاعبين الأجنبيين الفنيزويلي إليسيا، والكولمبي فيديل، إلا أن ذكاء روماو كان أقوى بكثير مما خطط له الساحر الأرجنتيني، إذ أغلق جميع المنافذ، واعتمد على الهجمات المرتدة السريعة، مستغلا بطء الدفاع القنيطري. وتناوب على هجمات الرجاء كل من محسن متولي، وعمر نجدي، وياسين الصالحي، الذين كان بإمكانهم أن يمطروا شباك الحارس لعروبي بسيل من الأهداف لولا التسرع. ومع ذلك، استطاع محسن متولي اقتناص الهدف الثالث في الدقيقة 66. للإشارة، اتسمت المباراة بروح رياضية عالية، سواء بين لاعبي الفريقين أو جمهور الفريقين، اللذين تبادلا التحايا، ورددا شعارات مختلفة، وما أثار انتباه الكل، هو التشجيع المتواصل لفصيل "حلالة بويز" لفريقهم طيلة 90 دقيقة، رغم الهزيمة الثقيلة، لكن عندما أعلن الحكم رضوان جيد نهاية المباراة، بدأ الجمهور القنيطري في توجيه كلام جارح لحكيم دومو، رئيس الكاك، ويطالبونه بمغادرة الفريق. ويلزم التنويه بالقوات الأمنية، التي سهرت على أمن وسلامة الجميع، ووفرت الظروف الملائمة، منذ الساعات الأولى من يوم أول أمس الأحد، إلى حين مغادرة الجمهور البيضاوي مدينة القنيطرة، في أحسن الأحوال. وفي تصريح ل"المغربية"، أكد روماو أن الرجاء لعب مباراة كبيرة، واستحق الفوز الذي سيكون لا محالة حافزا قويا للبحث عن المزيد من التألق، كما هنأ لاعبيه على ما بذلوه من جهد، وأشاد بجمهور الفريقين، اللذين آزرا فريقيهما، مؤكدا قيمة الروح الرياضية العالية. في حين، تخلف أوسكار فيلوني، مدرب الكاك، عن الندوة الصحفية، غير أنه أكد في تصريح ل"المغربية" أن عناصر الفريق القنيطري ضيعت هدفين في ظرف خمس دقائق، وقال "أدينا الثمن غاليا، وبسبب أخطائنا الفادحة، تلقينا هدفين كانا لهما وقع سلبي على مردودية الفريق. لا أريد أن أنتقد لاعبي فريقي، لكننا سنعمل على تصحيح الأخطاء".