بعد تخصيص القناة الثانية لحلقة من برنامجها الشهري "تحقيق" للشهر الماضي، لموضوع الفكاهة بالمغرب، وإعطائه الفرصة للعديد من الفكاهيين المغاربة، الذين اعترفوا هم أنفسهم برداءة منتوجاتهم وموسميتهاجاء الدور على البرنامج الحواري نصف الشهري "مباشرة معكم"، ليخوض يوم الأربعاء الماضي في سؤال السينما المغربية، ويستضيف مجموعة من الأسماء المهنية في القطاع، وناقد سينمائي، ليدلوا بدلوهم في الموضوع. في البرنامج، أعيد الكلام نفسه عن الإنتاج السينمائي المغربي، وعن تصاعد وتيرة إنتاجه، وأثير نقاش حول التباين الواسع بين الكم والكيف، إذ ركزت المخرجة بشرى إيجورك على ضرورة الاشتغال الجيد في السينما المغربية، بينما ركز الآخرون على ضرورة تحقيق التراكم، دون الالتفات إلى الكم، لأن هذا الأخير، برأي الناقد حسن نرايس، هو الذي يخلق الكيف، كما جرى طرح سؤال المنتج المغربي، دون الخوض في تفاصيل العملية السينمائية المغربية، ودون الحديث عن العديد من الأشياء، التي جرى توقيع اتفاقيات بخصوصها في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وعلى رأسها ترميم بعض القاعات السينمائية، بدعم من المجلس البلدي بطنجة. باستثناء الروبورطاج، الذي سلط الضوء على الواقع الكارثي لسينما "أوبيرا" بالدارالبيضاء، التي عاشت مجدها، منذ خمسينيات القرن الماضي، وتحولت في السنوات الأخيرة إلى خراب، لم يفلح البرنامج في طرح الأسئلة العميقة حول السينما المغربية، وحول المشتغلين في هذا القطاع، الذين يستهدفون الربح، ولا ينظرون إلى العملية الإبداعية، ولا إلى الممثل المغربي، إلا بنوع من الازدراء. لا داعي لمقارنة السينما المغربية بسينما العالم، فالفرق كبير، وكبير جدا، لأن المغرب يفتقد معاهد متخصصة في التكوين السينمائي، تقنية وتمثيلا، وفي كتابة السيناريو، وما زال العبث هو السائد، لأنه كيف يعقل أن يعرض فيلم يفتقد مقومات السينما، وإلى عصبها الرئيسي، وهو السيناريو، في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ويتوج بجوائز مهمة في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، دون أي مبرر، سوى دعوى تشجيع الأعمال الشابة، على رداءتها.