عقدت أزيد من عشرين جمعية من المجتمع المدني بمدينة خريبكة، لقاء تواصليا، بمبادرة من "جمعية المبادرة الوطنية، السبت الماضي، قصد تأسيس نسيج جمعوي، للتفاعل مع قضايا تخص المدينة، في بعدها المحلي والوطني والدولي، ومن أجل ترسيخ مواقف واعية تحت شعار "القافلة الأولى للتربية على المواطنة". من أشغال اللقاء (خاص) ويهدف هذا اللقاء التواصلي، الذي حضره محامون ومهندسون وأطر، عن جمعيات محلية، تهتم بالمجال الثقافي والبيئي والطفولي والتمدرس والفنون، بالإضافة إلى رئيس فيدرالية المغاربة المقيمين بأوروبا، إلى تأسيس نسيج جمعوي قادر على تحقيق مفهوم المراقبة والمناظرة. ودارت مداخلات المشاركين حول "تغييب الفاعلين الجمعويين من المشاركة في تفعيل الشأن العام المحلي، وغياب مبادرات شبابية، نتيجة العزوف عن المشاركة في الحياة السياسية، ما دفع الشباب للتفكير في الهجرة إلى أوروبا عبر قوارب الموت، وما نتج عن ذلك من كوارث إنسانية". وأكد المتدخلون ضرورة تعزيز الدور التربوي والاجتماعي لقيم المواطنة، من خلال تحديد الواجبات والحقوق. ووقف اللقاء التواصلي على قضايا عدة، منها الوضع الصحي، وعلاقة إدارة المكتب الشريف للفوسفاط بالشأن المحلي بالمدينة، وعلاقة الجماعة المحلية بالسكان، ومدى المساهمة في تطوير المجال الاجتماعي والاقتصادي لفائدة السكان، وغياب الفضاءات الترفيهية، واكتساح الإسمنت كل المساحات الخضراء، ما جعل المدينة تعيش حالة اختناق دائم. وحول الصيغة الناجعة للاشتغال، خلص الجمع إلى خلق "نسيج جمعوي" ممثل لكل الجمعيات، لتوحيد الرؤى، والاقتراب من السكان، من خلال تبسيط لغة التواصل، والنزول إلى الشارع، مع إمكانية الاستفادة من مساهمة الجمعيات، وأطراف أخرى، منها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأكد رئيس "جمعية المبادرة المواطنة" على ضرورة "إضاءة هذه الشمعة عوض الاستمرار في لعن الظلام"، مذكرا بأهداف الجمعية، خاصة في مجال تأطير المواطنين، ونشر ثقافة حقوق الإنسان والتربية على الموطنة، وإرساء ثقافة المحافظة على البيئة، ودعم برامج التنمية المستدامة، والرقي بالسلوك المدني وتحسينه، والتحسيس بمخاطر الهجرة غير الشرعية. وقدر الغلاف المالي لمشروع تأسيس النسيج الجمعوي ب250 ألف درهم، تساهم فيه كل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمجمع الشريف للفوسفاط، والنيابة الجهوية لوزارة التربية الوطنية، والمندوبية الجهوية لوزارة التعاون الوطني، والمندوبية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة، والمندوبية الجهوية لوزارة الثقافة، والمجالس الجماعية لخريبكة، والكلية متعددة التخصصات، وفيدرالية جمعيات الأحياء.