كشفت دراسة حديثة أن المغرب ينتج 256 ألف طن سنويا من النفايات الصناعية الخطيرة، التي تلقى في مجاري المياه والبحر، ما يتسبب في تلويث المياه السطحية والجوفيةمضيفة أن للتلوث الحضري سواء الصناعي أو الصادر عن عوادم السيارات، تأثيرا مباشرا على جودة الحياة وعلى صحة السكان، خاصة في المدن الكبرى في المناطق الصناعية، إذ تعاني المدن الكبيرة والمحاور الطرقية من التلوث، بسبب نمو أسطول السيارات بنسبة خمسة في المائة سنويا. أكدت الدراسة، الصادرة عن الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، على أن النفايات المنزلية في المغرب تبلغ 18 ألف طن في اليوم، تتوزع بين 14 ألف طن في اليوم داخل المناطق الحضرية، و4 آلاف طن من النفايات المنزلية، تُنتج بشكل يومي داخل العالم القروي، مضيفة أن إنتاج الفرد من النفايات المنزلية داخل المدن يصل إلى 0,7 كيلوغرام يوميا، فيما تصل هذه النسبة بالقرى إلى 0,3 كيلوغرام للفرد كل يوم. وأشارت الدراسة إلى أن كميات النفايات الصناعية المنتجة في المغرب سنويا، تصل إلى مليون و600 ألف، منها 256 ألف طن من النفايات الخطرة. وشددت الدراسة على أن طريقة التخلص من هذه النفايات تختلف باختلاف نوعيتها، إذ تتوزع بين إعادة التدوير والتخزين في مطارح الأزبال العمومية أو استعمالها كوقود في أفران معامل الإسمنت، موضحة أن المغرب ينتج سنويا 6 آلاف طن من النفايات الطبية، 37 في المائة منها تصدر من مستشفيات الدارالبيضاء والرباط. واعتبرت الدراسة أن التطهير السائل بالمغرب، يسجل تأخرا كبيرا مقارنة بدول أخرى، إذ يجري التخلص سنويا من 750 مليون متر مكعب من المياه المستعملة في الوسط الطبيعي، دون معالجة مسبقة، وهو ما يمثل تهديدا للوسط الطبيعي، ويضر بصحة السكان. تغيرات المناخية وكشفت الدراسة ذاتها، أن التصحر يهدد 95 في المائة من التراب المغربي، وأرجعت أسباب التصحر، الذي يهدد المغرب في تردي الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي، الذي تتسبب فيهما التغيرات المناخية، خاصة حالات الجفاف المتكررة، والقطع المفرط لخشب الوقود، والرعي المفرط بحمولة رعوية تزيد 4 إلى خمس مرات عن القدرات العلفية للمراعي الغابوية، إلى جانب التمدن وإعداد أراضي جديدة للزراعة وحرائق الغابات، التي تطال في المتوسط مساحة تصل إلى 3 آلاف هكتار سنويا. وأكدت الدراسة أن هذا التدهور مرتبط كذلك بدرجة هشاشة النظم الإيكولوجية، الذي يؤثر بشكل مباشر على إنتاجية الأراضي من خلال التعرية المائية، التي تلحق بأكثر من 10 ملايين هكتار بدرجات تتفاوت قوتها، كما يمثل زحف الرمال، الذي تتسبب فيه تعرية الرياح، التجلي الأساسي للتصحر في المناطق الساحلية، خاصة في جهتي الجنوب والجنوب الشرقي، إضافة إلى ملوحة الأراضي، التي تمثل سببا آخر للتصحر. نضوب بعض المنابع وشددت الدراسة أن التنمية الزراعية القائمة على السقي، إلى جانب آثار فترات الجفاف، خلال العشرين سنة الأخيرة، أدت إلى الاستغلال المفرط للفرشاة المائية، وإلى نضوب المنابع في العديد من الأحواض. يذكر أن المغرب يتوفر على 3446 كيلومترا من الشواطئ، كما تصل مساحة البلاد إلى 71 مليونا و85 ألف هكتار، تصل فيها نسبة الأراضي الزراعية إلى 9 ملايين هكتار، فيما تصل مساحات الغابات إلى حوالي 9 ملايين، 757 ألفا و910 هكتارات موزعة على جميع مناطق البلاد، وتمثل التضاريس 15 في المائة من مجموع التراب المغربي، والصحراء 65 في المائة من مجموع هذا التراب، فيما تحتل الغابات نسبة 12 في المائة، تضم 7 آلاف صنف من النباتات، و 24 ألف نوع من الحيوانات، 23 في المائة منها مهدد بالانقراض.