تنظر الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بوجدة، صباح اليوم الاثنين، في ثالث جلسة لها، في ملف خالد الياشوتي، القاضي بمحكمة جرادة، المتابع في حالة سراح، والمتهم بتعذيب خادمته زينب اشطيط، 11 عاما، وإحراق أجزاء حساسة من جسدها. ومن المنتظر أن يدلي دفاع القاضي، المكون من ثلاثة محامين، بالنتيجة، التي وصلت إليها إجراءات الصلح، الذي باشرته عائلة القاضي مع أسرة الضحية، إذ كانت الغرفة نفسها أجلت، في دجنبر الماضي، النظر في القضية استجابة لملتمس دفاع المتهم، الذي طالب بمهلة لإفساح المجال لمحاولة الصلح الجارية بين الطرفين، ومنحهما مزيدا من الوقت للتشاور. وصرح محمد أشطيط، والد زينب، في اتصال ب "المغربية" أنه، وابنته، لن يوافقا على أي محاولة للصلح، وأنه متشبث بمتابعة القاضي أمام القضاء، وبما ستقضي به المحكمة في القضية، وأنه "يثق في المحكمة، وينتظر منها أن تنصف ابنته". وكان الحبيب حجي، محام من هيئة وجدة، عن دفاع الضحية زينب، أوضح، في اتصال ب"المغربية"، عقب انتهاء الجلسة السابقة، أن "لأسرة زينب الصلاحيات الكاملة في قبول أو رفض عرض القاضي وزوجته لإجراء الصلح"، مضيفا أن "الدفاع سيساند الأسرة في جميع قراراتها، مهما كانت". ومن المنتظر أن يدلي دفاع الضحية زينب في جلسة اليوم بشهادتين طبيتين، الأولى مدة العجز فيها 3 أشهر، والثانية غير محددة المدة، سلمتا من طرف طبيبين خبيرين، تظهران أن الضحية تعرضت لانتهاك جسدي ونفسي، وتعاني، حاليا، تعفنات خطيرة في جهازها التناسلي، ومناطق أخرى من جسدها، وتعرضت للحرق والكي، وهي الشهادات ذاتها، التي تقدم بها الدفاع في جلسة محاكمة زوجة القاضي، (ن.ح)، استئنافيا، المدانة ابتدائيا في قضية التعذيب، في ملف منفصل، بثلاث سنوات حبسا نافذا. ويتابع القاضي بتهمة "الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض"، طبقا للفصل 401 من القانون الجنائي. وكان خالد الياشوتي، القاضي بمحكمة جرادة، نفى، أمام قاضي التحقيق لدى استئنافية وجدة، خلال التحقيق معه، أن يكون على علم بما كانت زوجته ترتكبه من تعذيب، وكي، وحرق في حق الخادمة الصغيرة، المتحدرة من إقليم مدينة تازة، كما أنكر تورطه في ما وقع لها.