بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تعزية إلى محمد سعد حصار، كاتب الدولة في الداخلية، في وفاة والده الراحل الحاج العربي حصار، الذي لبى داعي ربه يوم الجمعة المنصرم، عن عمر يناهز 91 عاما. ت: ماب وعبر جلالة الملك، في هذه البرقية، لمحمد سعد حصار، ولوالدته الفاضلة، الحاجة فاطمة حصار بنسليمان، وأختيه أم الغيث وجميلة، ومن خلالهم إلى كافة أفراد عائلة الفقيد وذوي قرابته، عن أحر التعازي وصادق المواساة في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، داعيا جلالته العلي القدير أن يمن عليهم بجميل الصبر وحسن العزاء. واستحضر جلالة الملك، في هذه البرقية، "الخصال الرفيعة للفقيد الراحل، الذي كان من الرعيل الأول للحركة الوطنية الاستقلالية، الأوفياء للعرش العلوي المجيد، المتفانين في خدمة ثوابت الأمة ومقدساتها". وأبرز جلالة الملك أن الفقيد كان، رحمه الله، "في طليعة النخبة المثقفة من المغاربة بمدينة سلا العريقة، إلى جانب رجالها المجاهدين الأماهد، رواد النهضة الوطنية، الذين كرسوا حياتهم في سبيل الكفاح الوطني من أجل إنهاء عهد الحجر والحماية، وبزوغ فجر الحرية والاستقلال، وتسخير كفاءتهم العلمية، في تربية الأجيال الصاعدة، تعليما عصريا، وتوعية وطنية". وأضاف جلالة الملك "كما سيذكر له التاريخ انخراطه في معركة الجهاد الأكبر، لبناء الدولة المغربية العصرية، من خلال المهام النيابية، الوطنية والمحلية، بأول مجلس بلدي لحاضرة سلا، التي تولاها بتفان وإخلاص". وأكد صاحب الجلالة أن ذكر الراحل سيظل "خالدا بما قدمه في حياته الحافلة بالعطاء، من علم نافع، وصدقة جارية، وذرية صالحة، حيث حرص على تنشئتك النشأة الوطنية العلمية، التي أهلتك لتكون من خدام العرش الأوفياء، ومن رجالات الدولة الذين يحظون بسابغ رضانا وعطفنا". وقال جلالة الملك، في ختام البرقية، "وإذ نجدد لك ولأسرتك الموقرة، مشاعر تعاطفنا ومواساتنا، وموصول رعايتنا السامية، مشاطرين إياكم أحزانكم في هذا المصاب الأليم، فإننا نضرع إليه تعالى أن يجزي الفقيد الكبير، عما أسداه لوطنه من جليل الأعمال وخالص المبرات". وكانت جرت، أول أمس السبت، بمدينة سلا، مراسيم تشييع جثمان الراحل الحاج العربي حصار، الذي وافته المنية يوم الجمعة المنصرم، عن عمر يناهز91 سنة. وبعد صلاتي الظهر والجنازة بالمسجد الأعظم للمدينة، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بزاوية سيدي عبد الله بن حسون، حيث ووري الثرى في موكب جنائزي مهيب. حضر هذه المراسيم، إلى جانب عائلة الفقيد، مستشارا صاحب الجلالة، محمد معتصم، وعبد العزيز مزيان بلفقيه، ورئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله. كما حضر هذه المراسيم، محمد رشدي الشرايبي، عضو الديوان الملكي، وعدد من أعضاء الحكومة، ورئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، خليهنا ولد الرشيد، والمدير العام للدراسات والمستندات، محمد ياسين المنصوري، ومؤرخ المملكة، حسن أوريد، والمندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، حفيظ بنهاشم، وقادة أحزاب سياسية، ووالي جهة الرباط- سلا- زمور-زعير، وعاملا سلا والصخيرات- تمارة، ومنتخبون برلمانيون ومحليون، وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية. وعقب مواراة جثمان الفقيد الثرى، تلا محمد معتصم، مستشار صاحب الجلالة، برقية التعزية، التي بعثها جلالة الملك محمد السادس إلى نجل الراحل، محمد سعد حصار، كاتب الدولة في الداخلية، ولأرملة الفقيد فاطمة حصار بنسليمان، ولكافة أفراد أسرته وذويه. وتليت بهذه المناسبة الأليمة، آيات بينات من الذكر الحكيم، ترحما على روح الفقيد، كما رفعت أكف الضراعة إلى الله العلي القدير، بأن يتغمد الراحل بواسع رحمته، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه، وأن يجعل مثواه فسيح جنانه، ويتلقاه بفضله وإحسانه في عداد الأبرار من عباده المنعم عليهم بالنعيم المقيم. وتوجه الحاضرون بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بأن يطيل سبحانه وتعالى عمر جلالته، ويحفظه ويحيطه ويكلأه بعنايته الإلهية، وأن يقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وبصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما رفعت أكف الضراعة إلى الباري تعالى بأن يتغمد بواسع غفرانه ورضوانه جلالة المغفور له محمد الخامس، وجلالة المغفور له الحسن الثاني.