أحمد هيبة، كاتب مغربي من الرعيل الثاني، له عدة إصدارات في مختلف المجالات الفكرية، من ضمنها التوثيق للمبادرات الملكية، بخصوص الأوراش الإنمائية الكبرى، سيصدر له قريبا كتاب بعنوان "خنيفرة أنفكو ومبادرات جلالة الملك".الكاتب أحمد هيبة سبق للكاتب أن وثق لأهم بصمات الملك الراحل الحسن الثاني في كتاب تحت عنوان "جلالة الملك الحسن الثاني/ شهادات سياسيين ومبدعين"سنة 2001، وانتقل بعد ذلك إلى رصد الأوراش، التي أطلقها العهد الجديد في إصدار عنونه الكاتب ب "جلالة الملك محمد السادس قبس العهد الجديد". له عدة إسهامات في عدة مطبوعات عربية، حاصل على الجائزة الأولى في القصة القصيرة بالسعودية سنة 1994، أصدر كراسة تربوية تحت عنوان "المسرح المدرسي بالمغرب- قراءة في الكائن والممكن"، وصرح ل"المغربية" في هذا الحوار بأهمية المسرح المدرسي، وبضرورة حث التلاميذ في مختلف أسلاك التعليم على الإقبال على هذا الفن، لأنه قناة تربوية وتعليمية تراهن على تنمية الذوق الفني لدى التلميذ. أحمد هيبة من مواليد مدينة خنيفرة سنة 1959، حاصل على الإجازة في الأدب العربي سنة 1984، يشتغل حاليا أستاذ للغة العربية ومناهجها بمركز تكوين المعلمين والمعلمات بخنيفرة. لماذا لم تظهر لك أي إصدارات في السنوات الأخيرة، هل أنت مضرب عن االكتابة؟ ** لا، لست مضربا، أكتب ولا أنشر، فالكتابة ما تبقى من الرئة التي أتنفس بها. مشروعي مستمر، وغايته رصد الأحداث الوطنية الكبرى، فبعد أيام سيصدر لي كتاب بعنوان " خنيفرة أنفكو ومبادرات جلالة الملك "، وهو كتاب توثيقي لما جرى في عاصمة زيان، والقرية الصغيرة الموجودة داخل أدغال الأطلس الكبير الشرقي، والتدخل الملكي، الذي رفع الغبن عن السكان القرويين بهذه المنطقة النائية، وتبلغ صفحات هذا الكتاب ثمانين صفحة من الحجم المتوسط، معززة بصور ناطقة لا تحتاج إلى تعليق. تطلب مني إنجاز هذا الكتاب سنة كاملة، قضيتها في السفر بحثا عن المصادر والمراجع، وتوثيق الأوراش الإنمائية الكبرى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي أطلقها جلالة الملك. أما بخصوص غيابي عن الكتابة لا أقول إنها استراحة محارب، ولكنه التأمل الذي تمكن مني، والسبب أنني أحاول أن أسخر قلمي لخدمة القضايا الأساسية، التربوية أو الفنية أو السياسية أو الوطنية، لكن العمل في مثل هذه القضايا يتطلب الجهد والدعم، وأنا لا أمارس التزلف أو الاستجداء، كما يقوم به البعض، ولكنني أحاول أن أعطي لوطني بلا حدود، فضرب علي الحصار، وحتى أكون صريحا مع قراء جريدة "الصحراء المغربية"، إن النشر في ما يخص الإبداع أصبح حكرا على المراكز الكبرى كالرباط والدارالبيضاء وما شابهها، لم تعد معايير النشر في الجودة والجدة والابتكار، بل في الاعتماد على الزبونية والمحسوبية. ماذا تقصد بكلامك هذا؟ ** قبل إجراء هذا الحوار، شددت على أن يكون صريحا وشفافا، ولهذا فأنا أقصد أن المركز غارق في مركزيته، يحتفل بمثقفيه وفنانيه، يكرمهم ويحفزهم ويعالجهم، إذا مرضوا، وما إلى ذلك من التفاتات وتكريمات، والمحيط غارق في الإقصاء الممنهج، ورغم ذلك فهذا المحيط / الهامش مصر على الإبداع والمساهمة في بناء الوطن، الذي هو أفق كل المغاربة، فمثلا مدينة خنيفرة، التي ما تزال تفتقر إلى مندوبية للثقافة، ومؤسسات تلتئم فيها فعاليات ثقافية، حصل مثقفوها ما بين سنة 1994 و 2005 على جوائز دولية وعربية ووطنية، من ضمنها الجائزة الأولى عربيا في القصة القصيرة من المملكة العربية السعودية، والجائزة الأولى في الترجمة ببلجيكا، وجائزة النقد في الإمارات العربية المتحدة، وجوائز وطنية فكرية أكثر من مرة، فاز بها مبدعون من الأطلس، ورغم ذلك لم نحظ بأي اهتمام من لدن الجهات المختصة. في نظرك من هي هذه الجهات؟ ** نحن نكابد المحن من جراء تغييبنا من أي دعم مؤسساتي، بصراحة وزارة الثقافة في عهد وزراء سابقين كرست سياسة الإقصاء، وتشتغل تحت شعار "الدعم للمقربين أولى "، وهكذا ظلت تشتغل كملحقة بحزب معالي الوزير، وأملنا في الوزير الحالي أن يحرر الوزارة من هذه الممارسات. هل لك أن تفصح عن إنجازاتك؟ وماذا عن تجربتك في التأليف والنشر؟ * مباشرة بعد وفاة المغفور له الحسن الثاني سنة 1999، اعتكفت شهورا في بيتي، حتى انتهيت من مسودة كتاب "جلالة الملك الحسن الثاني / شهادات سياسيين ومبدعين"، وقضيت سنتين في البحث عمن يدعم طبع الكتاب، بدءا من وزارة الثقافة، مرورا بمختلف المؤسسات المحلية والجهوية والوطنية، لكن مع الأسف لم تتكلل مساعي بالنجاح، إلى أن تطوع أحد المحسنين، وهو يعمل كمقاول، وتكلف بمصاريف طبع الكتاب الذي خرج للوجود. ماذا فعلت بعد إصدار الكتاب؟ ** في سنة 2002، اتصل بي عباس الجراري، مستشار جلالة الملك، وأثنى على الجانب التوثيقي في كتابي عن المغفور له الحسن الثاني، كما ثمن كتاباتي عن العهد الجديد، قائلا "حبذا لو جمعت جهودك عن العهد الجديد في كتاب". وفعلا، قضيت سنة بكاملها في الأسفار والبحث والتنقيب والتحرير، وانتهيت من مسودة كتابي "جلالة الملك محمد السادس قبس العهد الجديد"، وأجريت اتصالات في شأن طبعه، وساعدني في ذلك بعض المهتمين، وفعلا سفرت الكتاب بمركب الصناعة التقليدية بسلا، وجرى الإخبار عن هذا الإصدار الجديد في نشرة رئيسية للإذاعة الوطنية، وقدم في برنامج ثقافي للقناة الثانية، وتلقيت في شأنه كذلك رسائل شكر وتنويه من جلالة الملك. ما هي المجالات الأخرى التي اشتغلت بها إلى جانب التوثيق للمبادرات الملكية؟ ** اشتغلت في القصة القصيرة وحصلت على الجائزة الأولى عربيا سنة 1994 من نادي اسمه "أبها"، وهو اسم لمدينة بالمملكة العربية السعودية، واشتغلت أيضا على الخطاب الأصولي المتطرف سنة 2003 في مسودة تحت عنوان "قراءة تحليلية في الخطاب الأصولي وسماحة العقيدة الإسلامية" سيطبع لاحقا، وعملت في حقل المسرح المدرسي، ومسرح الهواة في سنة 1994، وأصدرت كراسة تربوية تحت عنوان " المسرح المدرسي بالمغرب قراءة في الكائن والممكن"، حتى أحسس بأهمية المسرح المدرسي، وبضرورة حث التلاميذ في مختلف أسلاك التعليم على الإقبال على هذا الفن، لأنه قناة تربوية وتعليمية تراهن على تنمية الذوق الفني لدى التلميذ، غير أن واقع الممارسة الميدانية يشير إلى التخلف والتعثر، نظرا لغياب النصوص الدرامية المصنفة حسب الفئات العمرية، زيادة على جهل الأساتذة بفنون المسرح ومزاياه التربوية والتعليمية.