بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الراحل أحمد بناني، المسؤول الحكومي الأسبق، والوالي الأسبق لبنك المغرب، الذي ووري الثرى يوم الجمعة الماضي، في الدارالبيضاء. وجاء في برقية جلالة الملك "لقد علمنا ببالغ التأثر، نعي المشمول بعفو الله ورضاه، الراحل أحمد بناني، الذي اختاره الله تعالى لجواره في هذا الشهر الفضيل، بعد عمر حافل بالعطاء والتفاني في خدمة الدولة في مختلف المناصب السامية التي تقلدها، مسؤولا حكوميا، وواليا أسبق لبنك المغرب، وإحدى الكفاءات المالية القديرة، المشهود لها بالحنكة والخبرة، ومن الرعيل الأول للأطر العليا، في عهد جدنا ووالدنا المنعمين، جلالة الملكين محمد الخامس والحسن الثاني، أكرم الله مثواهما". وبهذه المناسبة الأليمة، أعرب جلالة الملك لأرملة الفقيد ولأنجاله البررة، ومن خلالهم لكافة ذويه ومحبيه، عن "أحر تعازينا وخالص مواساتنا وسامي تعاطفنا وموصول رعايتنا المولوية، سائلين العلي القدير أن يعوضكم في فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون) صدق الله العظيم". وأضاف جلالة الملك، في هذه البرقية، "وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، نضرع إلى البارئ تعالى أن يمطر شآبيب رحمته وغفرانه على فقيدكم العزيز، ويتقبله في عداد الصالحين من عباده، ويسكنه فسيح جنانه، جزاء على ما أسدى لوطنه من جليل الخدمات، وما تحلى به من خصال كبار رجال الدولة، وفاء للعرش العلوي المجيد، وتشبثا بمقدسات الأمة وثوابتها، وغيرة وطنية صادقة على القضايا والمصالح العليا للوطن". وكان الوزير السابق ووالي بنك المغرب سابقا، أحمد بناني انتقل إلى عفو الله، يوم الخميس الماضي بالرباط، عن عمر يناهز 83 سنة. وعلم لدى أسرة الراحل أن جثمان الفقيد ووري الثرى، يوم الجمعة الماضي، بمدافن الأسرة في الدارالبيضاء. وولد الراحل أحمد بناني، في 12 دجنبر 1926 بمدينة فاس، وبعد نيله دبلوم المدرسة العليا للتجارة بباريس (1951)، وإجازة في الحقوق سنة 1952، ودبلوم خبير في المحاسبة (1954)، شغل الراحل خلال مساره المهني العديد من المناصب. وهكذا شغل الراحل أحمد بناني منصب مدير ديوان وزير الدولة، أحمد رضى أكديرة (1956)، ومدير المفتشية والمراقبة المالية بوزارة المالية (يناير1957)، ومدير ديوان وزير الدفاع (نونبر1957)، ثم مديرا للوكالات المالية (1959). وشغل الراحل أيضا مناصب الكاتب العام بوزارة المالية (1961)، وكاتب الدولة بوزارة التجارة والصناعة والمعادن والملاحة التجارية (1963)، وكاتب دولة في الديوان الملكي مكلف بالشؤون الاقتصادية (1965)، وكاتب دولة في الشؤون الاقتصادية لدى الوزير الأول (1967-1968). وعمل الراحل كذلك مديرا عاما لصندوق الإيداع والتدبير (1965-1966). وعين سنة 1968 نائبا لوالي بنك المغرب، ثم بعد ذلك واليا للمؤسسة نفسها (فاتح أبريل 1985 - شتنبر 1989). كما شغل الراحل أحمد بناني منصب نائب رئيس البنك الوطني للإنماء الاقتصادي والبنك المغربي للتجارة الخارجية والبنك الشعبي المركزي، وهو أيضا عضو مؤسس لجمعية الأبناك المركزية الإفريقية، وجمعية الأبناك المركزية العربية، ولصندوق النقد العربي. ووشح الراحل سنة 1970 بوسام العرش من درجة ضابط ، قبل أن يجري توشيحه سنة 1987 بوسام العرش من درجة قائد.