تنظم المندوبية السامية للتخطيط، بشراكة مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية، اليوم الجمعة، لقاء دوليا، للتفكير والمناقشة حول التنمية البشرية بالمغرب، والمؤشرات الإحصائية، التي تعبر عنها من الزاوية المزدوجة لموضوعية الأرقام، ولتصورات المواطنين بالرباط. وسيعرف هذا اللقاء مشاركة شخصيات من منظمات دولية ومؤسسات وطنية، مكلفة بالإحصائيات والدراسات الاقتصادية، ستليه استشارة جهوية، ينظمها برنامج الأممالمتحدة للتنمية، بشراكة مع المندوبية السامية للتخطيط، مع خبراء عرب ودوليين، في أفق تقييم جديد لمؤشر التنمية البشرية، وإعداد التقرير السنوي لهذه المنظمة، صبيحة غد السبت. ويتوقع أن تكشف المندوبية السامية للتخطيط، خلال هذا اللقاء، عن بعض ملامح خريطة الفقر الجديدة بالمغرب، وكذا مستوى النمو لصالح الطبقة الفقيرة، والمؤشر التركيبي لمستوى المعيشة، فضلا عن دراسة حول مصداقية المقاييس التركيبية للحالة الصحية للسكان. وحسب المندوبية السامية للتخطيط، بلغ المغرب هدف الفقر عند منتصف المدة، التي حددتها أهداف الألفية للتنمية برسم سنة 2007، كما بلغ معدل التمدرس بالتعليم الابتدائي 93,5 في المائة سنة 2007، مقابل 52.4 في المائة سنة 1990، وبالتعليم الإعدادي 43.4 في المائة، مقابل 17.5 المائة. أما في ما يخص الصحة، فتنكب المندوبية حاليا على إجراء بحث ديمغرافي، لإعطاء صورة موضوعية للوضعية الحالية، في حين، جرى تعميم ولوج السكان للماء الصالح للشرب بالوسط الحضري، وبلغت نسبته بالوسط القروي 87 في المائة سنة 2008، مقابل 14 في المائة سنة 1995. وحسب وثيقة للمندوبية السامية للتخطيط، فإنها أعدت الأخيرة، بغية التوفر على أدوات تمكن من استباق أثر السياسات الاقتصادية على تحقيق أهداف الألفية للتنمية، نموذجا ديناميكيا للتوازن العام الحسابي، يأخذ بعين الاعتبار بعض مواضيع التنمية البشرية، إذ تنجز، حاليا، دراسة تحليلية للتطور الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب، في علاقته مع السياسات المرتبطة بقوانين المالية والسياسات التجارية المتبعة، ما سيمكن من إبراز الامتيازات، التي يتوفر عليها المغرب، لتحقيق التزاماته الدولية، وكذا المعيقات في مجال تحقيق أهداف الألفية للتنمية. وترى الوثيقة أن الفترة الوحيدة التي كان فيها النمو، بشكل واضح، لصالح الفقراء بالمغرب هي الممتدة بين 2001 و2007، إذ استفاد الفقراء، ولأول مرة، من النمو الاقتصادي بالمستوى نفسه للسكان غير الفقراء، إذ انخفض، خلال هذه الفترة، معدل الفقر من 15.3 في المائة إلى 8.9 في المائة، وانخفض عمق وحدة الفقر من 3.5 في المائة إلى 1.9 في المائة، ومن 1.2 في المائة إلى 0.6 في المائة، على التوالي، موضحة أن أثر النمو الاقتصادي على تقليص الفقر، كان أقوى من أثره على تقليص الفوارق. وسيتطرق المشاركون خلال لقاء اليوم، إلى محاور، تهم التنمية البشرية بالمغرب، منها، "أي دينامية؟"، و"التنمية البشرية بالمغرب: أي مقياس؟"، و"التنمية البشرية في العالم: أي وسائل؟"، و"التنمية البشرية والرفاهية: أي آفاق؟".