خلف حريق اندلع، أول أمس الاثنين، حوالي العاشرة ليلا، بحمام يقع بالطابق تحت أرضي، لأحد الفنادق المصنفة، بشارع محمد الخامس بحي جيليز في مراكش، حالة من الذعر والخوف في أوساط زبناء الفندق، خاصة منهم السياح الأجانب، بعد تكوين سحابة كثيفة من الدخان. وتسببت سحابة الدخان في اختناق طفيف للزبناء والعاملين بالفندق، كما حولت أرجاءه إلى كتلة داكنة أدخلت الرعب في نفوس السياح الأجانب، الذين لاذوا بالفرار بعد استعمالهم أغطية النوم وتسلق الطابقين الأول والثاني، في الوقت الذي حاول بعض السياح، أمام شدة الصدمة، القفز من الطابقين المذكورين. وعاش زبناء الفندق المذكور محنة حقيقية، بعد توافدهم على قاعة الاستقبال وانتظارهم أمام الفندق في ليلة تميزت بالبرد القارس، الذي يجتاح المدينة الحمراء خلال هذه الأيام، قبل أن تقرر إدارة الفندق نقلهم إلى فنادق أخرى تابعة للمؤسسة الفندقية المتضررة. واستنفر الحريق مختلف المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن مراكش، التي انتقلت إلى عين المكان، لتتبع عملية إخماد الحريق، الذي لم يسفر عن أي خسائر بشرية، وتسبب في خسائر مادية جسيمة. وتمكنت عناصر الإطفاء، التي انتقلت إلى مكان الحادث القريب من المقر الجهوي للوقاية المدنية، من السيطرة على الحريق في ظرف 15 دقيقة، مستعينة بشاحنة وحيدة مخصصة لنقل الماء. وبذل رجال الوقاية المدنية مجهودات جبارة للحيلولة دون امتداد ألسنة اللهب إلى أماكن مجاورة، وإنقاذ زبناء الفندق القاطنين بالطابقين الثاني والثالث، إلى أن جرت السيطرة الكاملة على الحريق، الذي ما تزال أسبابه مجهولة. وأوضح مصدر من الوقاية المدنية أن عناصر الشرطة القضائية والشرطة العلمية، فتحت تحقيقا للبحث في الأسباب الحقيقية، التي تسببت في اندلاع الحريق.