تدخل جريدة "المغربية" (الصحراء المغربية)، اليوم، 11 يناير 2010، السنة الثانية والعشرين من عمرها، مسلحة بمبدأ الوفاء للرسالة الإعلامية النبيلة، التي تحكمت في نشأتها، وحددت خطواتها، طيلة هذه المدة من تاريخها. انطلقت جريدة "المغربية" بصدور العدد الأول، يوم 11 يناير سنة 1989، بتزامن مع الذكرى الخامسة والأربعين لتقديم وثيقة الاستقلال. وخلال 21 عاما من وجودها، تمكنت الجريدة من فرض نفسها في المشهد الإعلامي الوطني، من خلال مسار تميز بقفزات نوعية على مستوى الشكل والمضمون، وعرف تحولات، ظلت محكومة بثوابت مهنة الصحافة، في ظل العديد من الإكراهات الموضوعية، المرتبطة بمحدودية المقروئية في المغرب، وبمنافسة قوية متزايدة، في سوق لا يتعدى عدد القراء فيه 300 ألف قارئ. من منطلق خط تحريري، يقوم على مبدأ مواكبة الدينامية السياسية والاجتماعية العامة في البلاد، حرصت "المغربية" على الالتزام بإبراز الرأي والرأي الآخر، واستحضار التنوع والاختلاف، في إطار احترام الثوابت الوطنية الكبرى للأمة، والتوجهات العامة للبلاد. على هذه الخلفية العامة، ووفاء لمبدأ الانطلاقة الأولى، المتمثل في المساهمة في إغناء المشهد الإعلامي الوطني، ومسايرة الدينامية العامة للبلاد، مع الالتزام بأخلاقيات مهنة الصحافة، واصلت "المغربية" تطوير أدائها المهني على مستوى الشكل والمضمون، فسجلت قفزات نوعية، من خلال اعتماد مبدأ المهنية، والالتزام بمضمون وظيفة الإعلام، بالتوجه إلى الانفتاح على كل مكونات المشهد السياسي، وعلى الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، مع السعي إلى الاهتمام بانشغالات المواطن "العادي". وإذ تطفئ يومية "المغربية"، اليوم، شمعتها الواحدة والعشرين، وتبدأ سنة جديدة من عمرها، تستحضر هذا التاريخ المهني، من غير ادعاء بالكمال، ولا إحساس بعقدة نقص، انطلاقا من حقيقة أن التطور والتقدم نحو الأفضل، يظل دائما طموحا ومطلبا في مجال الصحافة.