قتل شخص وجرح تسعة آخرون بينهم لاعبان في منتخب توغو لكرة القدم في اطلاق نار من قبل استقلاليين من منطقة كابيندا على حافلة كانت تقلهم الى لواندا للمشاركة في نهائيات كأس افريقيا. ووقع اطلاق النار بعد ظهر الجمعة بعدما عبرت القافلة الحدود بين الكونغو برازفيل وانغولا. وقد لقي سائق الحافلة مصرعه على الفور بينما جرح تسعة من اعضاء البعثة التوغولية بينهم لاعبان هما حارس المرمى كودجوفي اوبيلالي والمدافع سيرج اكاكبو. وقد اصيب اوبيلالي برصاصة في ظهره واكاكبو برصاصة في احدى كليتيه. وتبنت جبهة تحرير جيب كابيندا التي تناضل منذ 1975 من اجل استقلال هذه المنطقة المحصورة بين الكونغو الديموقراطية والكونغو برازافيل الهجوم. واكدت الحكومة الانغولية انها تمتلك معلومات عسكرية تسمح بتأكيد ان "الهجوم شنته مجموعة تابعة لهذه الجبهة قدمت من الكونغو الديموقراطية". وجرى اطلاق النار بعد ظهر الجمعة. لكن وسائل الاعلام الانغولية تأخرت في نقله حتى المساء عندما بثت محطات التلفزيونات لقطات ظهر فيها اللاعب ايمانويل اديبايور وهو يبكي في المستشفى. وقال لاعب المنتخب التوغولي توماس دوسيفي لفرانس برس "كنا في الحافلة نهم بعبور الحدود (بين الكونغو ومنطقة كابيندا حيث ستلعب توغو مبارياتها في البطولة). انهينا المعاملات, والشرطة كانت تحيط بنا". واضاف ان "كل شيء كان على ما يرام ثم سمعنا رشقا ناريا قويا والجميع اصبح تحت المقاعد". وتابع ان "الشرطة ردت" على مصدر النيران. وردا على سؤال لفرانس برس, اعتبرت اللجنة المنظمة للبطولة ان ما حصل على الحدود ليس سوى انفجار اطار الحافلة ما تسبب بهلع اللاعبين. ورد دوسيفي قائلا "فضيحة ان يقولوا هذا الامر, لقد تعرضنا فعلا لرشق ناري. لو تمكنا من التقاط صور لكانت موجودة على الانترنت الان". وتؤكد سلطات لواندا منذ 2006 ان جيب كابيندا يعيش بسلام مشيرة الى انها وقعت اتفاق سلام مع احد مسؤولي جبهة تحرير جيب كابيندا انطونيو بنتو بيمبي. ويعكر الاعتداء على حافلة المنتخب التوغولي صفو الاحتفالات والاستعدادات القائمة على قدم وساق من اجل اطلاق الدورة السابعة والعشرين لنهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم. وهو يأتي بينما تعلق انغولا آمالا كبيرة على استضافة البطولة لتكون افضل مرآة للقارة السوداء عموما, تليها جنوب افريقيا التي ستستضيف نهائيات كأس العالم للمرة الاولى الصيف المقبل. ورأى محللون ان الاعتداء سيطرح اكثر من علامة استفهام حول قدرة هاتين الدوليتين على ضمان الامن والسلامة. ووعدت الحكومة الانغولية ببذل كافة الجهود من أجل "ضمان الامن للجميع" من اجل "اعتبار كأس الامم الافريقية انغولا 2010 حدثا رياضيا كبيرا وتظاهرة للصداقة والتضامن بين الشعوب الافريقية". واكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في بيان ان رئيسه السويسري جوزيف بلاتر "تأثر كثيرا بهذه الحادثة" ويعرب عن تضامنه مع المنتخب التوغولي. واضاف ان بلاتر ينتظر "تقريرا شاملا" من الاتحاد الافريقي بخصوص الحادث. واوضح ان "الفيفا على اتصال مع الاتحاد الافريقي (لكرة القدم) ورئيسه عيسى حياتو وتنتظر من الاخير تقريرا شاملا حول الوضع". من جهته, اكد الاتحاد الافريقي لكرة القدم لفرانس برس ان كأس الامم الافريقية ستقام رغم الاعتداء المسلح الذي تعرضت له حافلة المنتخب التوغولي. وقال المسؤول الاعلامي في الاتحاد الافريقي سليمان حبوبا "خوفنا الكبير هو على اللاعبين, لكن البطولة ستقام في موعدها". واضاف ان نائب رئيس الاتحاد الافريقي توجه مباشرة الى كابيندا لمعرفة ما حصل تماما, مضيفا "علينا ان نعرف كافة الوقائع لا يمكننا ان نعطي ردود فعل كاملة استنادا الى التقارير التي حصلنا عليها من وسائل الاعلام". وتساءل حبوبا عن السبب الذي دفع منتخب توغو وخلافا للمنتخبات ال15 الاخرى الى السفر برا, موضحا ان "قوانين الاتحاد الافريقي واضحة وعلى المنتخبات ان تسافر جوا وليس برا".