أكد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أن كأس الأمم الأفريقية ستقام رغم الاعتداء المسلح الذي تعرضت له حافلة المنتخب التوغولي على حدود أنغولا التي تستضيف البطولة القارية اعتباراً من يوم غد الأحد حتى 30 من الشهر الحالي. وقال المسؤول الإعلامي في الاتحاد الأفريقي سليمان حبوبا: "خوفنا الكبير هو على اللاعبين، لكن البطولة ستقام". وأشار حبوبا إلى أن نائب رئيس الاتحاد الأفريقي سافر مباشرة من العاصمة الأنغولية لواندا إلى كابيندا من أجل معرفة ما حصل تماماً، مضيفاً: "علينا أن نعرف كافة الوقائع، لا يمكننا أن نعطي ردود فعل كاملة استناداً إلى التقارير التي حصلنا عليها من وسائل الإعلام". وتساءل المسؤول الأفريقي عن السبب الذي دفع منتخب توغو، وخلافاً للمنتخبات الخمسة عشر الأخرى، إلى أن يسافر إلى أنغولا براً عوضاً عن السفر جواً، مضيفاً: "قوانين الاتحاد الأفريقي واضحة، على المنتخبات أن تسافر جواً وليس براً". وكانت حافلة المنتخب التوغولي لكرة القدم قد تعرضت لإطلاق نار عندما وصلت إلى الحدود بين الكونغو وأنغولا، ما تسبب بإصابة تسعة من أعضاء البعثة وبمقتل سائق الحافلة، وذلك بحسب ما أكد الاتحاد التوغولي لكرة القدم. وقال ويلي دوغباتسي، أحد إداريي الاتحاد التوغولي إن سائق الحافلة لقي مصرعه، فيما أصيب تسعة من بعثة المنتخب، بينهم لاعبان. وتبنت منظمة تحرير ولاية كابيندا هذا الاعتداء، مشيرة إلى أنها كانت تستهدف الشرطة التي كانت تؤمن الحماية لموكب المنتخب التوغولي، وذلك في بيان نشرته وكالة "لوسا". وقال متحدث باسم وزارة الرياضة في توغو: "لقي السائق الأنغولي حتفه على الفور" مضيفاً أن الهجوم وقع في إقليم كابيندا الأنغولي الذي يشهد حالة من التوتر، وأوضح المتحدث أن لاعبين اثنين من ضمن الجرحى بالإضافة إلى اثنين من الطاقم الطبي للفريق. وأكد لاعب المنتخب التوغولي توماس دوسيفي عبر الهاتف في حديث لتلفزيون "إينفوسبور" الفرنسي أن اثنين من زملائه أصيبا، مضيفاً: "كنا نهم بعبور الحدود (بين الكونغو ومنطقة كابيندا حيث ستلعب توغو مبارياتها في البطولة)، أنهينا المعاملات، والشرطة كانت تحيط بنا، كل شيء كان على ما يرام، ثم سمعنا رشقا ناريا قويا والجميع أصبح تحت المقاعد (الحافلة). الشرطة ردت (على مصدر النيران)". وذكر دوسيفي اسمي اللاعبين اللذين أصيبا وهما الحارس كودجوفي أوبيلالي والمدافع سيرج أكاكبو الذي أصيب برصاصة في ظهره وفقد الكثير من الدماء، بحسب زميله. وفي اتصال مع وكالة "فرانس برس" أكد دوسيفي ما حصل قائلاً: "أصيب أحدهم (اللاعبين) في ظهره وآخر في كليته، وأصيب مدرب الحراس والطبيب، بعضهم في وضع حرج، لا نملك أي أخبار جديدة عنهم، إنهم في مستشفي في كابيندا". من ناحيتها اعتبرت اللجنة المنظمة للبطولة القارية أن ما حصل على الحدود لم يكن سوى انفجار إطار الحافلة وهو الأمر الذي تسبب بهلع اللاعبين. ورد دوسيفي على تصريح اللجنة المنظمة قائلاً: "فضيحة أن يقولوا هذا الأمر، لقد تعرضنا فعلاً لرشق ناري، لو تمكننا من التقاط صور لكانت موجودة على الانترنت منذ الآن". وبدوره طمأن مدافع المنتخب ريتشموند فورسون من أن المصابين ليسوا في وضع خطر وأن وضعهم جيداً، مضيفاً: "الحافلة التي كانت تحمل أمتعتنا هي التي أصيبت بالرصاص لأنهم اعتقدوا أننا متواجدون فيها، لقد أطلقوا النار على سائق هذه الحافلة ولا أعتقد أنه خرج منها (على قيد الحياة). أما لاعب غرونوبل الفرنسي أليكسيس رومايو فقال لتلفزيون "اينفوسبور": "إنها صدمة، لا ترى كل يوم لاعبي كرة قدم يتعرضون لرشق ناري، اعتقدنا أن هذه الأمور لا تحصل سوى في الأفلام، لا نفهم لماذا يحصل هذا الأمر معنا". وتابع "هناك لاعبون أصيبوا، وآخرون من الطاقم الفني، نحن بانتظار أخبارهم، لو باستطاعتنا مقاطعة كأس الأمم الأفريقية فيجب القيام بهذا الأمر، لو باستطاعتنا إلغاء جميع المباريات، لم لا؟ لا نفكر سوى بالعودة إلى الوطن". ومن المفترض أن تبدأ توغو مشوارها الاثنين المقبل أمام غانا.