تحدث الرئيس الموريتاني في حوار أجراه مع مجلة “جون أفريك” عن العلاقات المغربية الموريتانية، وقال إنها شهدت بعض الخمول في الماضي وأنها تتحسن، كما تحدث عن معارضيه الذين يعيشون في المغرب، وأكد أن خصمه الأول ولد بوعماتو غادر المملكة، فيما اتهم معارضه الآخر ولد الشافعي بربط علاقات مع إرهابيين. بعد أكثر من خمس سنوات من التوتر والخلافات، تسير العلاقات الموريتانية المغربية نحو التحسن، فقد أكد الرئيس الموريتاني في حوار مع مجلة جون أفريك، نشر “موقع الأخبار” الموريتاني بعضا مما جاء فيه، أن العلاقات بين البلدين “شهدت بعض الخمول”، مضيفا أنها عرفت “صعودا، وهبوطا، لكنها تتحسن، وهدفنا هو تطويرها”. وكانت السلطات الموريتانية قد اعتمدت خلال شهر أكتوبر الماضي سفيرا مغربيا جديدا، وذلك بعد أشهر من الانتظار، فيما عينت نواكشوط سفيرا جديدا لها في المغرب قبل شهرين تقريبا، عالما أن هذا المنصب ظل شاغرا منذ سنة 2012. وتحدث الرئيس الموريتاني في ذات الحوار عن معارضيه الموجودين في المغرب ، وأكد أنه لم يكن راضيا عن تواجد ولد بوعماتو في المغرب وقال “لم نكن نرغب في بقائه بالمغرب وغادرها”. وسبق للقضاء الموريتاني أن أصدر في فاتح شتنبر الماضي مذكرة اعتقال دولية في حق ولد بوعماتو، وفي حق مدير أعماله محمد ولد الدباغ، وذلك بتهمة “تقديم رشاوى لعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الموريتاني، إضافة إلى نقابيين وإعلاميين موريتانيين”. وينحدر ولد بوعماماتو من قبيلة أولاد بوسباع وهي نفس القبيلة التي ينتمي إليها الرئيس الموريتاني. كما أنه كان من أبرز داعمي ولد عبد العزيز خلال فترة الانقلاب العسكري الأولى، وكان أيضا داعما قويا له خلال فترة الانتخابات الرئاسية في 2009، قبل أن تتغير الأمور ويصبح من أشد معارضيه. واعترف ولد عبد العزيز بتمويل ولد بوعماتو لحملته الرئاسية عام 2009، مشيرا إلى أنهما التزما آنذاك أمام الشعب وجها لوجه أمام الناخبين بتحسين وضعيتهم “التي لا يمكن أن تتحسن في ظل الفوضى”. وأضاف ولد عبد العزيز أنه قبل بتمويل ولد بوعماتو عام 2009، لأن الأمر كان جار العمل به “لكنه لم يكن مشروطا، ولم أقبل التمويل مقابل الاستمرار في نهب البلاد، فلم أوقع معه عقدا، وقد حذرت رجال الأعمال من أن الأمور ستتغير بعد انتخابي، لقد كنت واضحا معهم، ولا يمكنني قول شيء وفعل عكسه بعد وصولي للسلطة”. وحول علاقات ولد بوعماتو بالمعارضة قال ولد عبد العزيز إن لدى العدالة “الكثير من الوثائق والتسجيلات الصوتية، والتحويلات البنكية”. واتهم الرئيس الموريتاني ولد بوعماتو بتمويل مؤسسة “شاربا” الفرنسية المهتمة بقضايا الجرائم الاقتصادية، وقال إن سلطات بلاده لديها “الأدلة الدامغة على تمويل شاربا من قبل ولد بوعماتو”، مضيفا أنها “أضحت فجأة متخصصة في موريتانيا، وكأنها لم تكن تعرف قبلها، وتدعي أنها تحقق في أموال غير مشروعة في حين أن ما تنشر غير مؤسس، فهو مجرد اتهامات”. وأضاف ولد عبد العزيز أن ولد بوعماتو “لم يكن يتحدث عن موريتانيا قبل عام 2008، ليتحول إلى انتقاد البلد يشكل مفاجئ”. وبخصوص المعارض الآخر المصطفى ولد الإمام الشافعي والمقيم في المغرب، فقد قال الرئيس الموريتاني إن بلاده أصدرت مذكرة اعتقال دولية في حقه عام 2011 “بعد ما لاحظت وجود علاقات بينه والإرهابيين”. وتابع أن عددا من الدول تستفيد من ولد الشافعي “في الإفراج عن رهائنها، مقابل دفع الأموال لتمويل الإرهاب، لاختطاف رهائن جددا، وهكذا يتواصل الدوران في نفس الحلقة”.