فتحت الأممالمتحدة الباب أمام رجال الأمن الوطني للمشاركة في بعثات شرطة الأممالمتحدة إلى بؤر التوتر، وذلك ضمن عمليات حفظ السلام بمبادرة من رؤساء هيئآت الأركان العامة للبلدان الأعضاء المنتظم الدولي. وشارك المغرب في اجتماع رؤساء هيآت الأركان بوفد قاده الجنرال دو ديفيزيون، قائد المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية وحضور عمر هلال السفير الدائم بالأممالمتحدة، بالإضافة إلى ممثلين عن دول المجموعة التي تطمح لأن تصبح مخاطبا لا محيد عنه للأمانة العامة للأمم المتحدة في كل ما يتعلق بعمليات حفظ السلام الأممية. ووصف إيان مارتان، مدير المنظمة غير الحكومية "سكيوريتي كاونسل ريبورت" وعضو الفريق الرفيع المستوى بشأن إصلاح عمليات السلام، والذي وجهت له الدعوة للمشاركة في هذا الحدث، تأسيس المجموعة ب "التاريخي"، مبرزا أن الباعث الذي حفز على المشاركة هو ضرورة تحمل المسؤولية من قبل البلدان الرئيسية بالمساهمة في قوات الجيش والشرطة بعمليات حفظ السلام وتوحيد جهودها من أجل مواجهة بشكل منسق المشاكل المشتركة التي تؤثر على قوات القبعات الزرق على أرض الواقع. وتتكون المجموعة من عشرين بلدا تساهم بقواتها من الجيش والشرطة في عمليات حفظ السلام، ومن بينها على الخصوص المغرب وباكستان والصين وإثيوبيا ورواندا ومصر والأوروغواي والبرازيل وإيطاليا. وأشادت الوفود الحاضرة بإطلاق المجموعة، موضحة أن هذه المبادرة تأتي في وقت ملائم، بالنظر إلى التغييرات المهمة والتحديات التي تواجه عمليات حفظ السلام اليوم، واغتنم المشاركون فرصة الاجتماع لإبراز أولوياتها، إذ اقترح بعض الأعضاء، في هذا الصدد، مواضيع للنقاش من قبيل استعمال القوة والتكنولوجيات الحديثة، ودور المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية، وأيضا تمويل عمليات حفظ السلام. وستلتقي المجموعة، التي سيشترك المغرب وباكستان في تنسيق أشغالها، بشكل منتظم بهدف بحث القضايا المهمة المرتبطة بحفظ السلام، وتوجيه دعوات دورية لمجموعات التفكير والخبراء لإغناء المناقشات. ويعتبر حفظ السلام بالأممالمتحدة على العموم من الأنشطة المهمة للمنظمة الأممية، إذ تم نشر 120 ألف عنصر من القبعات الزرق في إطار 15 عملية لحفظ السلام عبر العالم، بميزانية سنوية تصل إلى 7 مليارات دولار. ويعد المغرب، الذي يشارك عادة بقواته، ويحتل رتبة المساهم الخامس عشر من حيث عدد قواته ضمن عمليات حفظ السلام بالأممالمتحدة، من البلدان الملتزمة بحفظ السلام بالأممالمتحدة منذ 1960، حين شاركت القوات المسلحة الملكية في عملية الأممالمتحدةبالكونغو. ويساهم المغرب اليوم بحوالي 1500 عنصر، منتشرين أساسا ضمن قوات بعثة الأممالمتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو)، و بعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا).