أطلق سفير المملكة المغربية لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، ونظيرته الباكستانية، السفيرة مليحة لودهي، يوم الجمعة بمقر الأممالمتحدة بنيويورك، مجوعة تضم مختلف البلدان المساهمة بقوات من الجيش والشرطة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وتميز إطلاق هذه المبادرة بحضور رئيسي الوفدين العسكريين للبلدين المشاركين في الاجتماع الثاني لرؤساء هيئات الأركان العامة للبلدان الأعضاء في الأممالمتحدة. ويقود الوفد المغربي المشارك في هذا الاجتماع الجنرال دو ديفيزيون، قائد المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية.
ووصف إيان مارتان، مدير المنظمة غير الحكومية “سكيوريتي كاونسل ريبورت” وعضو الفريق الرفيع المستوى بشأن إصلاح عمليات السلام، والذي وجهت له الدعوة للمشاركة في هذا الحدث، تأسيس المجموعة ب “التاريخي”.
وتمثل الباعث الذي حفز الوفدين على هذه المبادرة في ضرورة عمل البلدان الرئيسية المساهمة في قوات الجيش والشرطة بعمليات حفظ السلام على توحيد جهودها من أجل مواجهة بشكل منسق المشاكل المشتركة التي تؤثر على قوات القبعات الزرق على أرض الواقع.
ويقدم هذا المنتدى نفسه كمنصة لهذه البلدان لكي تتمكن من التعبير عن انشغالاتها وآرائها حول هذه القضايا بشكل فعال ومنهجي، وتبادل الخبرات.
كما تطمح هذه المجموعة لأن تصبح مخاطبا لا محيد عنه للأمانة العامة للأمم المتحدة في كل ما يتعلق بعمليات حفظ السلام الأممية.
ويعتبر التوقيت الذي تم فيه إحداث هذه المجموعة مهما، لأنه مرتبط بمسلسل الإصلاح الجاري بأمانة الأممالمتحدة، حيث تتم مراجعة هندسة هياكل عمليات حفظ السلام والأمن.
وتتكون المجموعة من حوالي عشرين بلدا تساهم بقواتها من الجيش والشرطة في عمليات حفظ السلام، ومن بينها على الخصوص المغرب وباكستان والصين وإثيوبيا ورواندا ومصر والأوروغواي والبرازيل وإيطاليا.
وأشادت الوفود الحاضرة بإطلاق المجموعة، موضحة أن هذه المبادرة تأتي في وقت ملائم، بالنظر إلى التغييرات المهمة والتحديات التي تواجه عمليات حفظ السلام اليوم.
كما اغتنمت بعض الوفود الفرصة لإبراز أولوياتها، واقترحت في هذا الصدد بعض المواضيع من قبيل استعمال القوة والتكنولوجيات الحديثة، ودور المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية، وأيضا تمويل عمليات حفظ السلام.
وستلتقي المجموعة، التي سيشترك المغرب وباكستان في تنسيق أشغالها، بشكل منتظم بهدف بحث القضايا المهمة المرتبطة بحفظ السلام، وتوجيه دعوات دورية لمجموعات التفكير والخبراء لإغناء المناقشات.
ويعتبر حفظ السلام بالأممالمتحدة على العموم من الأنشطة المهمة للمنظمة الأممية، حيث تم نشر 120 ألف عنصر من القبعات الزرق في إطار 15 عملية لحفظ السلام عبر العالم، بميزانية سنوية تصل إلى 7 مليارات دولار.
ويعد المغرب، الذي يشارك عادة بقواته، من البلدان الملتزمة بحفظ السلام بالأممالمتحدة منذ 1960، حين شاركت القوات المسلحة الملكية بعملية الأممالمتحدةبالكونغو. ويساهم المغرب اليوم بحوالي 1500 عنصر، منتشرين أساسا ضمن قوات بعثة الأممالمتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو)، و بعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا).
ويعتبر المغرب المساهم الخامس عشر من حيث عدد قواته ضمن عمليات حفظ السلام بالأممالمتحدة.