أثارت الخرجة الإعلامية لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في لقاء خاص أمس السبت (29 أبريل)، على قناة ميدي 1 تيفي، ردرد فعل متباينة داخل قيادات الصف الأول للحزب، بين مشكك في بعض ماجاء على لسان العثماني خلال اللقاء، خاصة فيما يتعلق بمسار تشكيل الحكومة، وبين مدافع عن رئيس الحكومة وعن طريقة تدبيره لمشاورات تشكيل الأغلبية الحكومية، ووصلت هذه الانتقادات حد تبادل الاتهامات والتخوين. حامي الدين: التدليس والتضليل عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، كان أول من انتقد المرور الإعلامي لرئيس الحكومة، واصفا ما صرح به الأخير حول الموافقة على دخول حزب الاتحاد الاشتراكي للحكومة بالتدليس. وكتب حامي الدين، على حسابه على الفايس بوك: "اجتزاء الوقائع عن سياقاتها، واستحضار معطيات وإخفاء أخرى في محاولة مكشوفة لتحويل التنازلات إلى انتصارات هو نوع من التدليس الذي يؤدي إلى التضليل.. سبق أن قلت بأن تقدير المضطر الذي يوضع بعد فوات الأوان أمام الأمر الواقع ويقبل به، لا يعني أنه اتخذ القرار أو ساهم فيه"، مضيفا: "اليوم أقول، من باب الشهادة أمام الله، ورفعا لأي التباس بأن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لم تتخذ قرارا بإدخال الاتحاد الاشتراكي، ولو اتخذت قرارا واضحا لأصدرت فيه بيانا واضحا بكل شجاعة، كما اعتادت على ذلك". وزاد حامي الدين: "الحقيقة أن الأمانة العامة وضعت أمام الأمر الواقع، ووضعت أمام معطيات لم تكن على علم بها أثناء اجتماع المجلس الوطني.. والحقيقة أنه تم فرض الاتحاد الاشتراكي على الدكتور سعد الدين العثماني وقبل هو هذا الشرط، ونقل إلى الأمانة العامة ما مفاده أن الحكومة إما أن تكون بالاتحاد الاشتراكي أو لا تكون.. ومع ذلك افترقت الأمانة العامة وهي تمني نفسها على إمكانية نجاح الدكتور العثماني في مفاوضاته واحترام مضامين بيان 16 مارس الذي على أساسه تفاعلت الأمانة العامة بشكل إيجابي مع البلاغ الملكي.. لقبول بالأمر الواقع لا يعني اتخاذ القرار ولكن يعني في أحسن الحالات عدم الاعتراض..". ماء العينين: الوفاء لابن كيران في تدوينة نشرتها على حسابها على الفايس بوك، طالبت أمينة ماء العينين، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أعضاء الحزب بالتوقف عن إيذاء الأمين العام للحزب عبد الإله ابن كيران ومن يصطفون إلى جانبه، بقولها: "بلاغ الديوان الملكي الذي أعفى الأستاذ ابن كيران حرص على التنويه بتفانيه وصدقه ووطنيته.. الشعب حزين لتغييب بنكيران القسري.. المناضلون لا يزالون تحت وقع الصدمة، ويخرج إخواننا ليمعنوا في ايذائنا". وأضافت ماء العينين: "رفقا بنا وبأخيكم وأمينكم العام الذي اختار الصمت واختار الترفع على ذاته وبفضله مر المجلس الوطني وبفضله حسم النقاش داخل الفريق النيابي لمساندة الحكومة. هو من طلب من الجميع عدم التخوين والتعبير عن الرأي بأدب، وطلب وضع حيثيات تشكيل الحكومة بين قوسين حرصا على مستقبل الحزب ووحدته". وتابعت البرلمانية عن حزب المصباح أن "البعض يتحدث باسمه، والبعض يحكي الوقائع باقحامه فيها،البعض يقول عنه انتهى والبعض يتهمه بتسميم العلاقة مع الآخرين بأسلوبه.. رفقا بنا وبأخيكم الذي دافع عنكم وعن الحزب وقادكم من نجاح إلى نجاح.. بعض من الوفاء هو أيضا من المنهج"، لتختم تدوينتها بالقول "إذا طعن من الخارج فهو لا يزال أميننا العام، يختزل شرعية الحزب وتمثيليته، لايزال ذلك الزعيم الذي صفق له الجميع، لايزال كبرياء الشعب لايزال ابن كيران وكفى". يتيم: خرجة العثماني موفقة انبرى محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ووزير التشغيل والإدماج المهني، للدفاع عن الخرجة الإعلامية لرئيس الحكومة، موضحا أنه قرأ "بعض التعاليق المتحاملة أو التي كذبت ما جاء في تصريحاته أو التي حاولت التنقيص من مشاركته واللمز فيها". وقال عضو الأمانة العامة لحزب المصباح، في تدوينة على حسابه على الفايس بوك، "أعتبر بأن مشاركته كانت مشاركة جد موفقة وأن كل ما جاء فيها من معطيات بخصوص مشاورات تشكيل الحكومة صحيح ودقيق، ومن قال غير ذلك إما أنه ليس عضوا في الأمانة العامة أو لم يحضر النقاش من أوله إلى آخره إن كان عضوا فيها"، في إشارة إلى التدوينة التي نشرها عبد العالي حامي الدين. وواصل يتيم دفاعه عن العثماني بالقول إنه "فعلا لا مجال لمقارنة العثماني بالأستاذ بن اكيران لأن لكل لواحد منهما شخصيته وأسلوبه ونقاط قوته وخيريته، وليس مطلوبا من أي منهما أن يكون نسخة طبق الآخر ولكل منهما خيريته وبلاؤه، وأسال الله أن يتقبل منهما جميعا ويحفظهما جميعا وأن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل". ونصح يتيم منتقدي خرجة العثماني من أعضاء الحزب ب"الإنصراف للعمل وترك الجدل وترك التنابز"، مضيفا: "أعلم أن كل من ينتقد تدبير تفاوض الدكتور العثماني ومن معه من أعضاء الحزب أو بعض أعضاء الأمانة العامة، على قلتهم أو من بين أعضاء المجلس الوطني يفعلون ذلك بغيرة على الحزب، ومن حقهم أن يقوموا بذلك لأننا كما قال الدكتور سعد الدين العثماني لسنا حزبا ستالينيا". الرميد في مواجهة المدفع الانتقادات التي طالت المرور التلفزي للعثماني، جاءت بالتزامن مع حملة انتقادات مماثلة يتعرض لها المصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، بسبب تصريحاته في برنامج إذاعي، وحديثه عن نهاية مرحلة عبد الإله ابن كيران. ومن منتقدي تصريحات الرميد، هشام الأحرش، المستشار الجماعي عن حزب العدالة والتنمية في مجلس مدينة الرباط، والذي كتب في تدوينة على حسابه على الفايس بوك، "أستاذ مصطفى الرميد بعد أن قلتم أن مرحلة ابن كيران انتهت، ما عليكم إلا أن تحددوا لنا بالضبط متى انتهت؟ هل انتهت يوم دافع عنك الزعيم ابن كيران وزيرا للعدل والحريات في الحكومة الأولى، واعتكف لأجل ذلك في بيته مدة أسبوع لكي تجلس على مقعد الوزارة، أم انتهت حين قبلت أن تكون وزيرا للحريات فقط، مجال تتقاسمه مع عديد مؤسسات تمتلك من الاختصاص مالا تمتلك أنت؟" وأضاف الأحراش: "دعنا نقول لك وعلى الملأ من القوم كما عبرت أنت على الملأ، إن الزعماء هم فكرة وقضية وليس أشخاص وأن كل يكتب تاريخه، إما عزا أو ذلا". غسال يدافع عن الرميد وأمام محاولات صب الزيت على علاقة الرميد وابن كيران"، خرج جواد غسال، مستشار وزير العدل سابقا، للدفاع عن مصطفى الرميد، الذي "اشتغل معه، وعرفه عن قرب"، وكتب غسال على حسابه على الفايس بوك: "بعدما تناقل البعض عناوين تنسب إليه قوله مرحلة بنكيران انتهت، ومن شدة ما صدمتني العبارة، لأني أعرف أن الرميد وقف مدافعا عن ابن كيران في مواطن لو وقف فيها من يتنطعون على اسمه اليوم لنقضوا الوضوء (وأعتذر ألف مرة عن العبارة لضرورتها)". وأضاف غسال: "قلت، من شدة ما صدمتني عدت إلى تسجيل الحلقة فأعدتها مرات، وتواصلت مع المصطفى الرميد لأكمل الصورة، فوجدت أن هناك من يقتنص التصريحات ويغلفها ويزيدها بقصد أو غفلة، حتى تصير كالسم القاطع"، قبل أن يعيد كتابة ماجاء على لسان الرميد خلال اللقاء، مشيرا إلى أن "الرميد لم يتحدث عن النهاية السياسية لابن كيران، ولم يستعمل عبارة ابن كيران انتهى سياسيا التي تداولتها منابر وتدوينات البعض، بل تحدث عن رئاسة الحكومة، في سياق الإجابة عن استعمال عبارة بن عرفة، لم يسئ الرميد لشخص يذكره أينما حل وارتحل بخير وود… تحدث الرجل عن الشرعية الحزبية والدستورية لرئيس الحكومة، دونما إساءة لهذا الطرف أو ذاك". العمراني: الحزب يعيش أصعب مرحلة في تاريخه سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، اعتبر، خلال لقاء حزبي صباح اليوم الأحد (30 ماي)، أن الحزب "يعيش اليوم مرحلة هي الأصعب في تاريخه". وقال العمراني إن الحزب يعيش "حالة قلق اليوم"، قبل أن يردف: "لكن المهم يجب أن تبقى ثقتنا في أنفسنا وفي إخواننا وفي مسؤولينا وفي وزرائنا، فمنهج العدالة والتنمية قائم على هذا، وهذا هو الأصل، والتخوين لا يجوز ما لم تتوفر حججه وبراهينه المسلّمة التي لا غبار عليها، وفي هذه الحالة ينبغي التوجه بها للمؤسسات لا خارجها"، معتبرا أنه "إذا تخلى أعضاء الحزب عن هذا المنهج فإنهم لن يعودوا صالحين لأي شيء، لا للمجتمع ولا للمؤسسات ولا للحزب ولا لأنفسهم". ابن كيران في العمرة ويبدو أن هذا الوضع، الذي وصفه العمراني بالصعب والمحرج، سيظل قائما لفترة معينة، مع وجود الأمين العام للحزب عبد الإله ابن كيران في السعودية لأداء مناسك العمرة. ويرجح مراقبون أن يزداد الوضع تأزما في ظل "غياب الزعيم وعدم انعقاد اجتماعات الأمانة العامة للحزب"، حيث يعود آخر اجتماع لها إلى تاريخ 19 أبريل الجاري. كيفاش : فرح الباز