أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم السبت بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، على وضع الحجر الأساس لبناء مركز لإعادة التأهيل النفسي- الاجتماعي، وهو مشروع تضامني يجسد، مرة أخرى، الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للنهوض بالقطاع الصحي عامة، وبالصحة العقلية على وجه الخصوص. ويأتي هذا المشروع الذي رصدت له استثمارات بقيمة 14 مليون درهم، والمنفذ من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، لتعزيز زخم التآزر والتعاون الذي تحث عليه الحملة الوطنية للتضامن (15- 25 مارس). ويندرج إنجاز هذه البنية في إطار مخطط عمل تنفذه المؤسسة، والرامي إلى دعم القطاع الصحي الوطني عبر تعزيز العرض الصحي القائم، وتحسين ولوج الساكنة الأكثر عوزا للعلاجات، وإدماج مقاربة اجتماعية تكميلية ضمن آليات مصاحبة المرضى والمستفيدين. وسيمكن المركز المزمع إنجازه، الذي يشكل جزء من البرنامج الطبي- الاجتماعي للقرب (2016- 2020) لجهة الدارالبيضاء- سطات، والذي تشرف عليه مؤسسة محمد الخامس للتضامن، من التكفل بالمرضى الذين يعانون من إعاقة نفسية ناتجة عن مرض نفسي حاد ومزمن، وذلك بغية تقليص التداعيات المترتبة عن هذه الإعاقة وتحفيز اندماجهم الاجتماعي والمهني. كما سيمكن المركز المرضى الخاضعين للعلاج، والذين يقدر عددهم بأزيد من 1300 في السنة، من الابتعاد عن العزلة التي يسببها المرض النفسي، كما سيحفز تطوير قدراتهم العلائقية، واكتساب بعض الكفاءات المهنية وتحسين شعورهم بالارتياح. وسيشيد مركز إعادة التأهيل النفسي- الاجتماعي، الذي ستبلغ مساحته المغطاة 1820 متر مربع، داخل مركز الطب النفسي الجامعي ابن رشد، وسيشتمل على قطب علاجي يضم قاعات لتخصص علم النفس، والعلاج النفساني، والعلاج عن طريق العمل، والملاحظة والراحة، ومجموعات الدعم، وعيادة طبية. كما سيحتوي على قطب سوسيو- تربوي (ورشات، قاعات للدروس، التعبير الجسدي والفني، الرياضة، قاعة للحلاقة، ومكتبة)، وقطب إداري وفضاء للاستقبال والضيافة. وسيعهد بتسيير مركز إعادة التأهيل لنفسي- الاجتماعي، المنجز في إطار شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ومجلس جهة الدارالبيضاء- سطات، ومجلس عمالة الدارالبيضاء، لمصلحة الطب النفسي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بتعاون مع جمعية متخصصة. ويأتي هذا المشروع لينضاف إلى مختلف المبادرات السوسيو- طبية المنفذة من طرف المؤسسة والرامية إلى تعزيز خريطة عرض العلاجات على مستوى الجهة، لاسيما عبر إحداث مراكز صحية للقرب بحي سيدي مومن والمدينة الجديدة الرحمة، ومراكز صحية للقرب “خاصة” بمقاطعة سيدي عثمان (مركز صحي من الدرجة الثانية)، وبمقاطعة مولاي رشيد (مركز صحي- نفسي- اجتماعي).