يعاني الجزائريون منذ عدة أيام من نقص حاد في حليب الأكياس المدعم، لأسباب ما تزال غامضة بالنسبة للكثيرين منهم. وقد تسبب هذا الوضع في استياء واسع للأسر التي تضطر الى الانتظار طويلا قبل الحصول على هذا الحليب الشهير. فجولة واحدة في بعض أحياء العاصمة تمكن من الوقوف على هذه الحقيقة، حيث تقف طوابير طويلة منذ الساعات الأولى للنهار أمام مختلف نقط البيع بحثا عن منتوج أصبح نادرا على نحو متزايد. ويشعر المستهلكون، الذين يضطرون للاستيقاظ باكرا للحصول على كيس من الحليب، بخيبة أمل جراء هذا النقص الحاد، الذي من المرجح أن يتفاقم بسبب مسلسل لي الأذرع بين السلطات والمنتجين حول خفض الكوطا. ويشكو الموزعون من تخفيض حصصهم التي يخصصها لهم المكتب الوطني المهني للحليب (أونيل)، في حين يشير المنتجون الخواص إلى أنهم يواجهون صعوبات في التزود بمسحوق الحليب ، المادة الأساسية لإنتاج كيس الحليب. ويؤكد بعض الفاعلين في مجال إنتاج هذه المادة أن مخزونات (أونيل) غير قادرة على تلبية الطلب، معربين عن أسفهم لعدم وجود مخزون استراتيجي من مسحوق الحليب. وفي رد فعل على هذا النقص أقر وزير الفلاحة الجزائرية عبد السلام شلغوم ، أمس الخميس ، أن ندرة هذا المنتوج (عملية) “منظمة”، متهما ضمنيا المنتجين بالوقوف وراء الاضطرابات الأخيرة في السوق. في المقابل، يوجه هؤلاء المنتجون أصابع الاتهام الى سياسات التقشف المتخذة في هذه الظرفية التي تشهد أزمة مالية ناجمة عن انخفاض أسعار النفط. ويندد هؤلاء “بتقليص الحصص اليومية” الموجهة لمحلات بيع الألبان ، مما يؤدي إلى طوابير لا نهاية لها في محلات البقالة وغيرها من نقط بيع هذا الغذاء الأساسي للأسر الجزائرية. وحسب صحيفة (ليبرتي)، فإنه “ما دامت السلطات لا تبدي إرادة سياسية عملية لتعزيز إنتاج الحليب المحلي يعوض الواردات، فإننا سنشهد نقصا دوريا ومنتظما في مادة الحليب”، عازية السبب الرئيسي لهذه الأزمة إلى “تبعية الجزائر للأسواق الخارجية”.