نظمت الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن (FISA) لقاء هاما بمدينة تزنيت يوم السبت 9 نونبر الجاري، جمع خبراء ومدراء مصالح إقليمية وجهوية من وزارة الفلاحة، إلى جانب ممثلين عن الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، وذلك لمناقشة ضرورة دعم إنشاء مجازر عصرية معتمدة من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) بطاقة إنتاجية منخفضة. ويأتي هذا التوجه بهدف تعزيز توفير اللحوم البيضاء، التي تشكل جزءا أساسيا من النظام الغذائي للمغاربة، خاصة في ظل الارتفاع المتزايد في أسعار اللحوم الحمراء. ويمثل قطاع الدواجن في المغرب أحد القطاعات الحيوية، إذ يوفر حوالي 500 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، معظمها في العالم القروي. وأوضحت الفيدرالية أن اللقاء يسعى لتسليط الضوء على أبرز التحديات التي يواجهها نظام تسويق الدواجن في المغرب، حيث تمرّ نسبة تفوق 80% من الإنتاج عبر قنوات غير مراقبة، مما يهدد السلامة الصحية للمستهلك. وفي استجابة لهذه المخاطر، أصدر المكتب الوطني للسلامة الصحية توجيهات جديدة تفرض على المطاعم والفنادق الحصول على لحوم الدواجن من مصادر موثوقة لضمان سلامة المنتجات. وتعمل الفيدرالية على تقديم دعم متكامل لحاملي مشاريع المجازر العصرية الصغيرة، مما يسهم في تعميمها على نطاق واسع بربوع المملكة، ويمنح مهنيي القطاع والشباب المقاولين فرصة دخول هذا المجال بميزانيات متوسطة. وتميز اللقاء بمشاركة خبراء، بينهم الدكتور أحمد الداودي، ونائب رئيس الفيدرالية، ومسؤولون من المكتب الوطني للسلامة الصحية، الذين قدموا عرضًا شاملاً حول قطاع الدواجن وأفاقه المستقبلية، وسبل تخطي عقبات التسويق التقليدي، مع توضيح خطوات إعداد ملفات الاعتماد والدعم اللازمين لمشاريع المجازر العصرية. وفي ظل الخطوة الأخيرة للمكتب الوطني، التي تقضي بضرورة توفير قنوات تسويق صحية، يجد مربو الدواجن في المناطق النشيطة مثل جهة سوس ماسة، التي تفتقر لمجازر عصرية، صعوبة في تسويق منتجاتهم بالطريقة التقليدية المعتادة. ومن هنا، باتت الحاجة ملحة لإنشاء هذه المجازر وفق المعايير الحديثة، حفاظا على جودة الإنتاج وموثوقيته، وضمانا لاستمرارية هذا القطاع الذي يسهم بشكل كبير في توفير البروتينات الحيوانية الضرورية للمغاربة، ويستجيب لمعايير السلامة الصحية، وهو ما تسعى الفيدرالية لتحقيقه من خلال سلسلة لقاءاتها على الصعيد الوطني. https://www.almaghreb24.com/maroc24/e1jy