توالت الانتقادات على الحكومة من كل صوب وحدب، بخصوص ضعف أو غياب التواصل من جانبها، ورئيسها عزيز أخنوش، خاصة منذ بداية فاجعة الزلزال المدمر الذي أودى بحياة 3 آلاف شخص، وخلف خسائر مادية كبيرة، حيث اختفى أغلب الوزراء في الوقت الذي كان فيه الصحافيون ومعهم المواطنون يبحثون عن المعلومة بشق الأنفس. وخلف ضعف تواصل الحكومة خلال هذه المحنة، موجة من ردود الأفعال والانتقادات وسط الرأي العام المغربي، وهو ما دفع الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التساؤل أين الحكومة، وأين رئيسها عزيز أخنوش، هذا الأخير الذي ظهر أخيرا، حيث قام أمس السبت، وبعد مرور أسبوعين على الزلزال بزيارة بعض المناطق واللقاء ببعض المتضررين. بالمقابل، كان الشباب المغاربة يقود جهود الإغاثة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب خمسة أقاليم مغربية، وأخفى قرى عن بكرة أبيها، ودمر أخرى وزرع الخوف فيها، وكان ناشطون كذلك ينسقون عبر وسائل التواصل، جهود توزيع المساعدات لمئات المنكوبين إثر الزلزال، وتتولى سلاسل بشرية مهمة شحن منتجات، منها مواد غذائية، وأفرشة، وخيم، وتوجيهها عبر الشاحنات إلى قرى توجد في سلسلة جبال الأطلس المدمرة، وفي العديد من المناطق المتضررة الأخرى، كما كانت السلطات والقوات المسلحة جنودا مجندة في خدمة الوطن والمواطنين، حيث عرضت السلطات المغربية، خطتها لإيواء المتضرّرين من الزلزال. في هذا الإطار، يرى المحلل السياسي علي الغنبوري في تصريح لجريدة "المغرب 24" أن "رئاسة الحكومة أو رئيس الحكومة كان متوافقا بشكل كبير مع ما فرضته خارطة الطريق التي أعلن عنها الديوان الملكي عقب الاجتماع الطارئ الذي ترأسه الملك محمد السادس منذ الساعات الأولى من الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، بحيث أنه تم إحداث لجنة بين وزارية لتعقد مجموعة من الاجتماعات من أجل العمل على تنفيذ خارطة الطريق التي وضعها الاجتماع". وبحسب الغنبوري، فقد "تركزت أساسا فيما يتعلق بعملية البحث والانقاذ وتنسيقها، وإيصال المساعدات الطارئة والعاجلة الى الساكنة المتضررة، وكذلك فيما يتعلق بالإيواء المؤقت لهؤلاء المتضررين وبإعداد السيناريو المناسب لعملية إعادة الإعمار وهو ما تم في ظرف قياسي وفي ظرف تجاوز كل ما يتعلق بالإكراهات الزمنية". - Advertisement - وأضاف، أنه كذلك كانت مجموعة من الإنجازات للحكومة فيما يتعلق بتدبير هذه الكارثة وخاصة إعادة فتح المسالك والطرقات التي تضررت حيث أنه افتتح أكتر من 600 كيلومتر مند اليوم الخامس للكارثة وهو إجراء تدبيري استثنائي في ظل طبيعة المنطقة وفي ظل الظروف المناخية الصعبة التي تتميز بها المنطقة. وخلص المحلل السياسي علي الغنبوري، إلى أن تدبير رئيس الحكومة، رغم أنه لم يكن تدبيرا فيه تواصل إعلامي كبير، ولم يكن فيه تواصل مع الشعب المغربي، لكنه من حيث الإجراءات كان تدبيرا يتماشى بشكل كبير مع خارطة الطريق التي أعلن عليها الديوان الملكي. ورغم أنه لم يكن هناك ظهور للحكومة متواليا في الأزمة التي شهدتها البلاد، إلا أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أطفأ أخيرا شرارة الغضب المتوهجة، بعد زيارته التفقدية يوم السبت 23 شتنبر الجاري، إلى جماعة أسني إقليمالحوز لتقديم التعازي والمواساة لعائلات ضحايا الزلزال، بمعية مع الوفد المرافق له بدوار"تنصغارت" التابع لجماعة أسني المتواجدة باقليم الحوز، جرى ذلك من أجل معاينة قيمة الاضرار التي لحقت بهم والاستماع إلى انشغالاتهم.