يشتد فصل الصيف بإقليمشفشاون، وتشتد معه معاناة المواطنين مع ندرة المياه، وجفاف الآبار والعيون والقنوات المائية، لتتكرر مرة أخرى، ككل سنة، نفس الإشكالية. وتقضي معظم الدواوير بإقليمشفشاون، فصلا جافا وقاسيا، وهو الأمر الذي يفاقم من المعاناة اليومية، وصعوبة الصمود إذا اشتدت الحرارة أكثر، حيث أصبح الماء مشكلا يقض مضجع الجميع، وعاملا رئيسيا في الهجرة نحو المدن. في حديثه مع جريدة "المغرب 24" قال أحد المهتمين بالشأن المحلي بجماعة المنصورة بذات الإقليم، "لقد استبشرنا خيرا في الشهور الماضية عندما بلغنا أول صبيب مائي إلى الدوار، كانت سعادة المواطنين لا توصف، لكن الآن كأن الأمر كان حلما وانتهى". وعن سبب تعثر وصول الربط المائي إلى الدواوير، كشف ذات المتحدث أن الأمر يتعلق بعطب تقني أصاب الأنابيب بأحد المحطات، الأمر الذي يتطلب إصلاحا من أجل إعادة عملية التزويد. - Advertisement - وأضاف ذات المصدر أن هذا العطل يشكل العقبة الوحيدة أمام تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب في الوقت الذي هم في أمس الحاجة له. وشدد المصدر على ضرورة القيام بعملية الصيانة في أسرع وقت لتجنب أي كارثة في الأيام المقبلة، وكذلك تجنب ظاهرة النزوح نحو المدن المجاورة. ومن جهتهم، يطالب الساكنة بجماعة المنصورة بالتدخل الفوري للجهات المختصة من أجل فك العزلة المائية عنهم، مشددين على الدور الرئيسي للمنتخبين. - Advertisement - ومن المتوقع أن تسوء الأوضاع في الأيام المقبلة الأمر الذي يُنذر بحالة من الغضب في صفوف المواطنين المتضررين، وذلك بخوض أشكال احتجاجية من أجل إنقاذ الوضع والتدخل لإعادة ربط الدواوير بالماء الصالح للشرب. وفي ذات السياق، وغير بعيد عن إقليمشفشاون، يعاني سكان جماعة البيبان في دائرة غفساي بإقليمتاونات من أزمة مائية خانقة، مما دفعهم إلى الخروج في مسيرة سلمية احتجاجًا يوم السبت. ورفع المتظاهرون شعار "الماء حق للجميع"، وطالبوا السلطات بالتدخل العاجل لإيجاد حلول جذرية لمشكلة ندرة المياه. هذا الاحتجاج يأتي نتيجة لتفاقم أزمة العطش في المنطقة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في إمدادات المياه. المتظاهرون يطالبون السلطات بتوفير حلول عاجلة لتأمين المياه الصالحة للشرب والاستخدام اليومي، وذلك لضمان حقهم الأساسي في الحصول على المياه.