يتوفر إقليمتاونات التابع إداريا لجهة فاسمكناس، على خزان مائي ضخم، وعلى عدد مهم من السدود الكبرى، سد الوحدة وسد إدريس الأول وأسفالو وسد الساهلة وسد المرنسية وسد بوهودة أي ما يفوق 5.5 مليار متر مكعب من الماء، وبالرغم من ذلك تفتقر العديد من الدواوير بالإقليم، لهذه المادة الحيوية، التي شكلت عبر التاريخ محددا مهما في حركة الهجرات البشرية وسببا رئيسيا في نشوب العديد من النزاعات. اليوم ساكنة معظم دواوير إقليمتاونات، تعيش جحيما يوميا في رحلات جلب الماء قد تمتد لساعات، وصراعا يوميا فيما بينها حول مناوبات ملئ لترات من الماء، تروي ظمأهم، وما يخلف ذلك من احتقان في نفوس الكثيرين، تعيش بمحاذاة اكبر خزان مائي في المغرب. تقدر ساكنة إقليمتاونات بحسب الإحصاء الأخير بحوالي 668 ألف نسمة، موزعة على 44 جماعة قروية وخمسة بلديات بمساحة تفوق 5585 كيلومتر مربع، و 1600 دوار. وقد أطلق الملك محمد السادس خلال زيارته للإقليمتاونات سنة 2010 مشروعا كبيرا لتزويد العديد من الدواوير بدائرة غفساي والقرية بالماء الصالح للشرب انطلاقا من سد الوحدة بكلفة إجمالية 280 مليون درهم، غير أن المشروع يعرف بطئا في الانجاز، الأمر الذي عمق إشكالية الولوج للماء الصالح للشرب بالعديد من الدواوير بإقليمتاونات، رغم مرور أكثر من عقد على انطلاقته. كما، تم تخصيص غلاف مالي يناهز 1.6 مليار درهم في إطار إستراتيجية المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في مجال التخطيط وتأمين التزويد بالماء الصالح للشرب، وتعميم الولوج للماء الصالح للشرب بالنسبة لساكنة العالم القروي بإقليمتاونات بين 2017 -2019، ويتعلق الأمر ب 520 مليون درهم لتزويد الوسط الحضري بالماء الصالح للشرب، و 990 مليون درهم للعالم القروي ، بحسب المديرية الجهوية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء). كما تم تخصيص في إطار برنامج محاربة الفوارق الاجتماعية والترابية بالوسط القروي، غلاف مالي يصل إلى 830 مليون درهم لتعميم توزيع الماء الشروب لفائدة 367 دواراً تابعا ل 15 جماعة على صعيد إقليمتاونات في الفترة الممتدة بين 2017 و 2022. سياسة مائية ناجعة في حديث موقع "لكم" مع عبد اللطيف مجاهد رئيس فرع غفساي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، قال إن ساكنة الإقليم لا تستفيد من ثرواته المائية، التي تعد من بين أكبر الثروات المائية على المستوى الوطني، وعزى مجاهد أزمة العطش التي استفحلت في مجموعة من الدواوير تفوق 300 دوار بالإقليم، إلى غياب سياسة مائية واضحة وناجعة لهذا الإقليم، لأن إشكالية الماء بالإقليم ليست أزمة ندرة وإنما أزمة تدبير يتحمل مسؤوليتها المركز، والمنتخبين على المستوى البرلمان والجهة. ودق مجاهد ناقوس الخطر حول نضوب مياه واد ولاي وانخفاض صبيب واد ورغة، الذي يعد اكبر وديان الإقليم، وانتقد ذات المتحدث الحلول الترقيعية التي يقوم بها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب وبعض رؤساء الجماعات، عبر إنشاء سقيات ماء في كل مدشر وكرائها للبعض الأشخاص، الذين يعيدون بدورهم بيع المياه للمواطن، أو استقدام صهاريج مياه لبعض الدواوير، وشدد مجاهد على أن إقليمتاونات في حاجة إلى مشاريع مهيكلة لتزويد الدواوير بالماء الصالح للشرب. وأضاف مجاهد أن الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بغفساي، يتابع بشكل يومي احتجاجات ساكنة مجموعة من الدواوير بالإقليم (عين مرشوش وجماعة الكيسان…)، ونبّه مجاهد إلى أن أزمة العطش بالإقليم، تنذر بصيف ساخن بالإقليم، خصوصا مع توالي سنوات الجفاف. المهرجانات قبل الماء عممت مجموعة الجماعات "التعاون" إقليمتاونات على صفحتها على فايسبوك منشورا، أبرزت فيه تدخلاتها الاستثنائية عبر آلياتها في مختلف مناطق الإقليم، لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب، قصد التخفيف من وطأة تداعيات الجفاف على مجموعة من الدواوير، وذلك عبر شاحنات ذات صهريج. وينخرط المجلس الإقليمي لعمالة تاونات بشكل لافت في دعم التظاهرات الفنية والثقافية، كمهرجان فنون العيطة الجبلية، الذي أسدل الستار على دورته الأخيرة قبل أيام، وهو المهرجان، الذي خلف استياء لدى مجموعة من الفاعلين المدنيين بالإقليم، الذين استنكروا بشدة تخصيص 250 مليون سنتيم لمهرجان، تعاني ساكنته ويلات العطش. وحاول موقع لكم الاتصال برئيس المجلس الإقليمي محمد السلاسي مرات عدة، لأخذ رأيه في الموضوع، إلا انه هاتفه ظل يرن دون مجيب، وهو رئيس للمجلس لولاية ثانية وبرلماني سابق . بالرغم من الميزانيات الضخمة التي خصصت لإنجاز مشاريع الربط بالماء الصالح للشرب بإقليمتاونات، والتي تقدر بحوالي ثلاثة ملايير درهم في العقد الأخير، إلا أن أزمة العطش آخذة بالاستفحال في الإقليم.